عبدالزهرة خالد
في ركنٍ من أركانِ العمرِ الفائت
هناكَ ثمة شعورٍ
ينطقُ وحيداً
كالخردلِ قبل المضغِ
يبدو وديعاً
لا حراك …
لا إيماءة …
ولا طرفة جفونٍ
كلّ الأشياءِ منزوعةُ التفكير
فوق دكةِ الغسيلِ
لوهلة التهذيب
ألا يعودَ
كما نزل من ذنبهِ
وبيدهِ تفاحتهُ الأولى
قد يخونَ قلبهُ مرةً
وينعطفُ نحو بابِ الأخلاص
لكن لا يخون الكلمة
دائمةَ التمتمةِ
على لسانِ الهوى
عندما يجنّ جنونه
يترنحُ بين مقاعدِ الحانة
الغريبةِ الأطوار
سكارى … نعم وما هم … سكارى
هذا يقبّل كفَ النادلِ
وَذَا يلعنُ النبيذَ المرّ
لأنّه في عيونكَ
لا يمضي السُكرُ نحو الصحو
ولو لبرهةٍ …
ولو لنظرةِ عينٍ …
هناك طيفٌ يقف منزوياً
يخشى الهمسَ الذي اعتادهُ الشعراء
ويخشى الصوتَ الرخيمَ
الذي يجوبُ في دواوينِ الأمراء
يأبى أن يسمعَ الرجعَ
في كهوفِ الحبِّ
العشقُ صدىً يدوي
في وديانِ القلوبِ العذارى
يا وَيْل منْ صامَ وصام
ثمَّ في اللوعةِ يشقى
يفطر بماعونِ اللهفة
ركني الغافي
لا يهابَ السعيرَ بين اضلاعِ المعنى
ينبضُ حساً
كأنّه يمشي
وسطَ الجنةِ والنّار
لكن لمن …… !…
يسعى إلى حرفٍ رفيع…