صالون الزمكان مع الدكتور أحمد السعيد مراد

كان لنا موعد معه في #صالون_الزمكان

أهلا ومرحبا د.أحمد شرف لنا الحوار مع حضرتك

1_نود التعرف أكثر على الطبيب والإنسان د.أحمد السعيد مراد؟ وما السبب الذي جعلك تخوض تجربة الكتابة؟

أحمد السعيد مراد انسان بسيط جدا مثله مثل أي كائن مصري قد تراه أمامك بالطرقات، يشغله همه الصغير أسرته، وهمه الكبير مسئولية أمته، حلمه الوحيد أن يترك حرفا باقيا له أثر بعد فناء الأجساد.

2_حضرتك فزت بالقائمة القصيرة لجائزة الدكتور شومان للخيال العلمي لعام 2019؟ ما تأثير تلك الجائزة عليك شخصيا وعلى كتاباتك التي تلتها؟

فوزي بالقائمة القصيرة كان أحد مسببات السعادة كانفعال بشري تلقائي، أما تأثيرها على الكتابة فلا يذكر، لأني وضعت لنفسي سبيلا لا خروج عنه في الكتابة؛ وهو أن أكتب ما يرضيني ويشبع شغفي أنا، لا انتظار لمدح من قارئ أو تقديرا من ناقد أو تقييما من جائزة.

3_ ذكرت أنك تعشق الهدوء والبساطة والتلقائية في كل الأشياء فكيف لطبيب وروائي ورب أسرة أن يتحصل على تلك الأشياء؟ وكيف توازن وقتك بين العمل والأسرة والهواية؟

البساطة والتلقائية قد ترون أثرها على منشوراتي التي قد تكون أبسط بكثير جدا من منشورات أيا من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، قد تكون خبرا عاديا او نكتة بسيطة أو تعبيرا عن انفعال اعتراني نحو حدث كبير أو صغير لا فارق، فلا أتوقف عند كيفية صياغة المنشور بما يناسب القاريء أو المتابعين أو وضع اطار محدد لصورتي أمامهم، هذا أنا مثلكم أو ربما أقل منكم جميعا، إن كان الله منحنى موهبة تطويع الحرف وبعض الخيال، ورزقني بعضا من انتشار كتاباتي فهذا من فضل الله علي وليس لأني معجزة أو أفوق البعض

أما عن المسؤوليات الأسرية وموازنة العمل وحقهم علي وكذلك انشغالي بامتحانات الدراسات العليا وما شابه وتوفيق ذلك مع الكتابة، يكفي معرفتك أن لحظة الكتابة هي الوقت الترفيهي لي من بين كل تلك المهام الجسيمة، فعندما أمسك بالقلم فقد حان وقت العزف الوجداني والترويح عن النفس بانغماسها في عالمها الخيالي مع أبطال وعوالم خاصة بها.

ومن توفيق الله عز وجل أن يمنحني ذلك.

4_ذكرت أنك بدأت الكتابة في سن صغير وأنت تقريبا في سن الخامسة عشر، نشرت قصتك بالمجلة المدرسية؟ بم تنصح الشباب الذين يخوضون غمار تجربة الكتابة ؟ ولمن يقرأون؟

نصيحتي الدائمة لهم جميعا، اقرأ ما يعجبك ويشدك ويستثير انتباهك أنت، أكتب ما يعجبك ويرضيك أنت، ولا توقف الاثنتين أبدا مهما كبر شأنك، ولا تتعجل مطلقا على النشر المطبوع، واصنع لنفسك جمهورا اليكترونيا قبل الوصول الى هذه الخطوة، فذلك أفضل تسلح لنجاح أعمالك المطبوعة باذن الله .

5_في رواية الزعيم التي صدرت مؤخرا قيم لنا تجربة الكتابة عن شاب مغترب وما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء الكتابة؟

رواية الزعيم كتبتها بعد زيارتي للبرازيل التي فتحت عيناي على كنز كبير جدا لا يعرف قيمته إلا اللبنانيون، إنها أمريكا الجنوبية، تلك البلاد الطيبة الثرية المليئة بالخيرات والتي تشابهنا في الكثير، ولها تجارب تطور سريعة جديرة بالدراسة، أحببت جدا قراءة بعضا من تاريخها؛ فوقعت على مفاجأة مدهشة، وهي أن كثيرا من أهل الأندلس قد فرو اليها من جحيم محاكم التفتيش، وكان لهم شأنا كبيرا بها إلا أن تمت الإبادة الثانية لهم هناك، ومحكمة التفتيش في كولومبيا ما زالت من الآثار الكبرى هناك حتى الآن، انطلقت فكرة رواية الزعيم لتتملكني فكتبتها بمداد التجربة والدراسة، ولهذا كانت من أيسر رواياتي في الكتابة رغم عمقها وما فيها من تجديد.

6_ ما رأيك بسياسات دور النشر ؟ وكيف يواجه الكتاب ظاهرة كورونا ؟ وهل أثرت على المجتمع الأدبي بالسلب أو بالإيجاب؟

يجب الإقرار بأن دار النشر هو مشروع تجاري يخضع لمقاييس الربح والخسارة، حتى لو كان الناشر جل همه نشر الثقافة أو تحقيق أهداف تنموية وتربوية، ولكن أبدا لن يستمر بل سيكون جنونا لو كان العائد من النشر يخسف به وبماله الأرض!

وبالتالي سيكون هناك أكثر من محور:

– الأول، أن تطمئن الدار أن الكتاب المطبوع سيحقق نسبة مبيعات بحد أدني معين؛ فهذا حقها

الثاني، أن تطلب الدار أو تعتمد على جماهيرية الكاتب في الترويج لعمله، حقها

الثالث، أن تخضع الدار الكتاب وكاتبه لتقييم يناسب معايير نشرها، حقها جدا

أما أن تقوم الدار بنشر خزعبلات أو مالا ينتمى للوسط ولا يستحق النشر لمجرد أن الكاتب له شعبية كبرى وسيحقق لها مبيعات جمة ومكاسب كبيرة، فهنا نكون قد خرجنا عن إطار العمل المهني السليم، وإن كنت أعذر من يفعلها لو كان له منشورات أخرى كثيرة قيمة

أن يكون سبيل الدار هو النصب على الكاتب بنشر كامل العمل على حسابه الشخصي وهو لا يستحق النشر لا أرتضيه

اما وسائل النصب الصريحة مثل الكتب الجماعية التي يتم تجميع مبالغ طائلة من كتابها ثم طباعة مائة نسخة توزع عليهم لمجرد فرحتهم بمطبوعة تحمل اسمهم بين يديهم فلن أتكلم عنها وعن وسائل النصب الأخرى، لأن فاعلها محترفا للنصب وليس بناشر.

7_ما هو العمل الأقرب إلى قلبك أو لنقل الشخصية التي تقترب بشدة من شخصيتك الحقيقية؟

كل أعمالي حبيبة إلى قلبي، ولكن رواية لا تسألني لماذا أحببتها ولأنها كانت وليدة تجربة لصيقة، وكتبتها بمداد الألم، فتعتبر أكثر الأعمال التي لامستني، أما عن الشخصيات الأقرب لي، كل الشخصيات ستجدون فيها لمحة مني إما بوصف أو تصرف أو حتى ببعض الحوار، فالكتابة هي إعادة تشكيل لوجداننا بالأحرف، وبالتالي حتما ستجدون الكاتب دوما موجودا بظله خلف الكلمات.

8_ هل الثقافة والأدب بإمكانهم اصلاح المجتمع والنهوض بالأمة وما هي السبل والأدوات التي تمكنه من ذلك؟

وحدها بالطبع لا، ولكنها محور هام وفاعل جدا في ذلك

تفعيل الاهتمام بالقراءة وتحبيبها لأجيال الالكترونيات وادمانهم لها مرحلة صعبة لو نجحنا فيها، فقد هان ما بعدها.

9_ هل الكتابة موهبة فقط أم ممارسة وكيف لقلم فقير أن يتعلم وينضج ؟

الخيال هو الأهم، إذا توفر، يجب صقله باثراء اللغة بكثرة القراءة، وتمكين القلم وتطويعه بكثرة الكتابة، هذا هو جل الأمر باختصار

10_سؤال كنت تود أن نطرحه عليك مع إجابته بالطبع.

أي سؤال عن مريم

وأعتقد بأن الإجابة معلومة.

وكلمة أخيرة توجهها لجمهورك ومتابعيك؟

الحياة قصيرة جدا جدا،

نوح عليه السلام لبث فقط في دعوة قومة ما يقارب الألف عام، ثم أين هو عليه السلام وقومه الآن مع الاحداث الجسام التي عايشوها والتي طالت كامل المخلوقات وقتها ؟

كل شيء سيمر، ألمك وتعبك وأحلامك وفرحتك، ولكن لن يبقى منك إلا ثلاث ذكرهم الحبيب عليه الصلاة والسلام

فاحرص عليهم، واجعل الآخرة نصب عينيك؛ فذلك النجاح الحقيقي الوحيد.

وشارك في الحوار العديد من الأقلام الواعدة

عبير مصطفي سألت