تعلمت ألا أقول إلا ما يطمئن إليه فلبي سواء أرضى هذا أو أغضب ذاك لأن رضا الله وحده هو مطلبي وغايتي .
منذ اعتلاء التيار الإسلامي سدة الحكم وهناك محاولات مستميتة لجرّهم إلى صدامات دموية لكنهم فوتوا على معارضيهم كل فرص الصدام بحنكة وهدوء وذكاء يحسب لقوى التيار الإسلامي جميعا إخوان وغيرهم . وتعاملوا مع المواقف التي لا يتصور الخروج منها بما يليق فنصرهم الله .
القصة بدأت منذ أن تأكد زوال حقبة الرئيس مبارك وبدأ كل فصيل في الاستعداد لخلافة النظام السابق ، وكان من المفترض أن تتنافس هذه القوى ببرامجها وتعرض صلاحيتها لهذه الخلافة ، لكن ما حدث أنهم حولوا الأمر إلى حرب في السبّ والشتم والقذف وبذل كل فريق جهدا كبيرا في محاولة تشويه الآخرين والانتقاص من قدرهم ظنا منه أن ذلك يفيده ، وللحق فإن الإخوان قد نالهم من ذلك أضعاف ما نال غيرهم لأن أعوان النظام السابق انضمّوا إلى القوى الأخرى ووجهوا سهامهم بشدة نحو الإخوان لعلمهم أن المنافس الحقيقي لهم هو الإخوان وأنهم يستطيعون احتواء الآخرين ببساطة إذا استطاعوا التخلص من الإخوان .
عبر الإخوان هذه المرحلة بسلاسة وحصلوا مع رفاقهم على الأغلبية ، لكن ألغاما وفخاخا وضعت في الطريق للتخلص منهم في وقت لاحق ، وكانت محطة الإقصاء الأولى هي انتخابات الرئاسة لكنهم تجاوزوها بشكل رائع وتضامنت معهم بعض القوى الأخرى وتخاذل البعض الآخر ، ثم كان التدبير التالي حل مجلس الشعب المنتحب للاستحواذ غلى مهمة التشريع لإصدار الإعلان الدستوري المكمل لظنهم أن الرئيس المنتخب سيرفض القسم أمام المحكمة الدستورية التي أشارت أصابع الاتهام إليهم بالمشاركة مع المدبرين لكنهم فوتوا هذه الفرصة أيضا ووافق الرئيس على مضض على حلف اليمين أمامهم وأصبح رئيسا .
كانت محطة الإسقاط التالية في يناير الماضي وبحسب ما تسرب فقد كان مخططا لاستغلال المظاهرات للاستيلاء على السلطة وإعلان الأحكام العرفية وإعادة النظام السابق ، لكنهم تجاوزوها أيضا بتخطيط محكم ونصر لا ينكر وتم إقالة المدبرين واسنمرت المسيرة .
محطة الإسقاط التالية كانت من لدن المحكمة الدستورية أيضا حيث تسرب مضمون الحكم المنتظر بحل مجلس الشورى ولجنة الدستور بالإضافة إلى أمور أخرى كانت ستضع الدولة في وضع فوضوي لا يعلم نتائجه إلا الله ، لكنهم استبقوا القرار بتحصين يمنع الفوضى ويقف في وجه التآمر .
هذه شهادة حق ألقى الله بها وأنا مطمئن ، سواء أصبت أو أخطأت لأني لم أقصد سوى وجه الله بها .
ما ظنكم بأناس باعوا دنياهم بآخرتهم ، أنا لا أظن إلا أن الله ناصرهم .