كتب/ رضوان محمد عثمان لم تكن العلاقة بين السودان وجمهورية مصر العربية يوما مبنية علي المصالح والتبادلات التجارية، ولكنها كانت ولا تزال علاقة أخوة وجيران وماضي تليد ضارب في القدم، وربما من اقدم العلاقات الدولية علي مر التاريخ. شكوي مقدمة من سفارة السودان بالقاهرة الي وزارة الخارجية المصرية بسبب مضايقات كثيرة تقوم بها السلطات المصرية علي السودانيين الموجودين بالقاهرة، رغم ان هنالك إتفاقيات محررة علي الصعيد الرسمي للمعاملات بين الشعبين وابرزها اتفاق الحريات الأربع الذي بموجبه وحتي اللحظة يعيش اخوتنا المصريين كما وانهم مواطنين اصليين في السودان لهم ما لهم من حقوق المواطن وعليهم ما عليهم من واجب الموطن، بل ولهم فوق المواطن احترامهم من قبل السلطات علي أنهم ضيوف في بيتنا السودان.
المواطن السوداني وبطبعه لا يكثر الشكوي ولا يميل الي المطالبة بحقوقه خصوصا عبر الجهات الرسمية وتجده مسالما دائما حتي يعتدي عليه، ولكن حقيقة ان يصل الامر مرحلة الشكوي الرسمية فهذا يعني ان الكيل قد طفح.
نعلم تماما ما تمر به الشقيقة مصر من ازمات حاليا يعتبرها السودان وحكومته شأن داخلي مصري وهي دولة ذات سيادة وقادرة علي تجاوز ازماتها رغم ما يمكن ان تلقي به هذه الأزمات من ظلال علي امن السودان وحدوده، لذلك حرصت حكومة السودان وشعبه علي البعد عن كل ما يتعلق بما يجري من احداث داخل مصر والاكتفاء بتقديم العون متي ما احتاجت مصر من علي البعد.
المعاملة التي يتلقاها المواطنين السودانيين هناك لا ترضيهم ولا ترضينا لأننا نعتبر ان مصر دولتنا كما السودان للمصريين، ولكن التعنت لن يفضي الي نتائج طيبة بالنسبة للبلدين.
نتمني من السادة في حكومة مصر الإلتفات الي هذه الشريحة والذين هم في ضيافة مصر، والضيف لا يخذي ضيفه.