مِن قَسوتنا قِسَت علينا دُنيتنا ، طاحت فينا و في أمالينا ؛ لمَّا لقيتنا وحدينا إتوحَّدت هي كمان علينا ، لو شعب واحد ، كانت ما قدرتش تهزمنا و لا توجعنا . شعب واحد زيّ زمان ؛ لمَّا كان تجمعنا المسافات ؛ لا حاجة تِفرَّقنا ولا حاجة تِقسّمنا ، لا فقير مِن غني تِعرفنا ، ولا هاي مِن low تقدر تِرسِمنا . كانت تجمعنا التَختَة هِيَّه هِيَّاها ؛ و المدارس يعني حُكومي ، ابن الغفير مع ابن الوزير والجَودة على الكُل والخير يعم . إتفرَّقنا بين المدارس وبقينا تحت وهاي ، عربي ولغات ، تجريبي عادي و متميّز ، انترناشونال واللّي يادوبك ناشونال لغات ؛ و على قد لحافك مد رجليك . أصبحت الجَودة بالمَقاس لِولاد الناس ، و للباقي يا دوبك شهادة و خلاص . فين أيّام الكُتَّاب ؛ لا حضانات و لا بِري سكول ؛ حتى أطفالنا قسّمتهم المُسمَّيات ده happy baby و ده so sad . كانت تِجمعنا النَّواصي شارع و زُقاق و حَارة ؛ مِش المُشاهدة net و WhatsApp . كانت القُلوب تملأها المحبَّة ، و كان قبل الطناش فيه عِتاب . كان مُنتهى آمالينا ، نجمع غَطا قازوزة و البلي والسُّؤال مين لَمْ أكتر ، و مين القشَّاش . لا حيتان ولا مصلحة ولا سبُّوبة ؛ كله ابن بلد مَجدع ؛ من غير بُرهان . و نفرح بس بِأجدَعها أبطال في الكورة الشَّراب ؛ مِين جاب جون مين الكابتن مين الهداف . نلعب نتجمَّع ، إستيميشن و كومي و الشَّايب عايِب ما يُحكمش ؛ مش نتفرَّق بين الشاشات . الحُكم كأس و داير ، الضِّحكة على الشَّفايف تِجمعنا أحباب . المَصايف تِجمعنا ، مطرح ما نُروح في القرايب نتكَعبِل ؛ ما هو يا راس البر يا جمصة . خُد عندك بقى !! جونة وغردقة وشرم ؛ و سلام مربَّع للأسياد ؛ سيدي كرير و سيدي عبد الرحمن ، و الأجازة أصبحت سر مِن الأسرار ، جالبة للحَسد و مثار للحساد !! عَجلة على الكورنيش تِجمعنا ، و كانت بالكتير إيجار ؛ إتفرَّقنا عزيزي بين البيتش باجي و البنانا بوت ، السي دو ، الجيت سكي و تليفريك ؛ إدفع وأستخبى وأهي علقة وتفوت ، ولا حد يموت . كان تِشرب أيه ؟ يعني يا ساقع يا سُخن ؛ مافيش حيرة ، شئ معروف و مِتجرَّب ويادوبك تأشَّر و تِختار . خُد عندك بقى !! أصبح الشاي آيس و هوت و كولد ؛ الشَّاي الكُشري ياهووه اصبح نَكهات و مَزاجات !! القهوة ماتقولش !! بالموكَّا و بالفُسدق ، تركي سبيرسو و لاتيه ، إلخ إلخ . حتى السَّاقع المشبَّر بقى سُموزي اعوج بُقَّك و خليك بيه . واجِب برضك تحشر كام كلمة إنجليزي على فرنساوي و خَلطَبيطة في الخلاط ، لأجل ما تبقى كِلاس . كانت قَعدِتنا مُريحة و مَصطبة واحدة ؛ و الإسم فخر الصّناعة أسيوطي ، قَعداتنا بقت بالأيزو و كُله أصبح بِلازا و مالوش عَازة . تُقعد و إنت عامل فيها ابن ناس ؛ تاكل بشوكة وسكّينه . المنيو طلاسم ، إترسم فيها ارفع حاجب!! آل يعني فاهم . إشرب و اعمل مِتمزّج المُهم تِدفع بالمِيَّات و تاخد سيلفي و location ؛ إرسم الضِحكة وقول ضِحكت ؛ مش مهم الطَّعم ولا الصُحبة ، يابني المُهم اللَّايك والشّير . كانت أفراحنا في بَساطِتها تِجمعنا ، قبل دُور الأفراح كان الشارع والسُطوح وكان كل يوم عُرس و فرح ؛ مِش كل فين وفين . لا عاد في زِيطة ولا زَمبليطة كُله مرسوم ؛ ألبس إيه ؟! و أعمل إيه ؟! مين أهنّي ؟! ومين عليه أسلّم ؟! مين أدّيله بوز و مين عليه أعلّم ؟! . لمَّا كانت مَآتِمنا بلمّتنا تغسل قُلوبنا ؛ كُلّه جاي مِتلهوج و جاي بدمعه يغسل هَم غيره و هَمّه ، مِش ضاربها ألوان و دايس في سيرة ده و ده ، و عاملها مهرجان . دي لابسة كيلو دهب ، وده جاي يضرب تَلاكسات . كان هَمّنا على غيرنا ؛ مين نام مِتعشّي و مين نام جعان . مش بناكل رزق غيرنا ، و غيرنا نعمله سِلّم ، مِن حَباب عينيه ناخد ؛ و مِن خِيره نِحوّش . دَه حاله لو مِتيسر ، مِنُّه نِقرَّب ؛ جايز نِنول الرّضا و مَن جاور السَّعيد يسعَد ، و من باب سَعدُه يفوت . ولو الحال كان مِتعسّر – إبعد يابني – إيه ياخد الريح من البلاط . مِش شَعب واحد أبداً ، و لا الإيد في الإيد . و الحقيقة مَهما تُوْجع لازم نشوفها ، جايز مِن جُوَّانا لقديمه نِحِنّ و نتغيَّر . نرجع تاني شعب واحد تجمعه طبلية ع الحلوة والمُرَّة ، شايلين هَمْ بعضِنا ، و مَهمَا بعدنا القلوب بتسلّم . شعب واحد كتف بِكتف و إيد بإِيد ، مِن حنان قُلوبنا الحياة تتعلّم ، تِمِيل علينا و بَجناحها تِميّل ؛ تِطرح سَعادة و فرح ، نبقى قَد الدُنيا والدُنيا علينا تتكلّم ، صحيح يا وِلداه مين فات قَديمه تاه .