تناقش يوم السبت القادم 25 يوليو 2015 في السابعة مساء مسرحية أحزان السيد مكرر لرائد أدب الخيال العلمي في مصر والوطن العربي الأستاذ نهاد شريف وذلك باتحاد كتاب مصر في السابعة مساء وبحضور مجموعة من كتاب ونقاد أدب الخيال العلمي ويدير اللقاء صلاح معاطي. تعد مسرحية أحزان السيد مكرر أول مسرحية من الخيال العلمي .. حقيقية بعد المحاولات الجادة لأديبنا توفيق الحكيم في أعماله مثل شاعر على القمر وتقرير قمري ورحلة إلى الغد والطعام لكل فم.
تدور أحداث المسرحية عن قيام أحد مهندسي الروبوت بصنع إنسان آلي شبيه بلاعب الملاكمة الشهير ويتم زرع العواطف داخل هذا الروبوت حتى يقع في غرام ابنة هذا العالم وتتصاعد الأحداث بعد ذلك. والجدير بالذكر أن المسرحية طبعت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة المسرح العربي في عام 1990.
مسرحية أحزان السيد مكرر تتكون من ثلاثة فصول وكتبت باللغة العامية حيث يفتح الستار في الفصل الأول على مصنع والمسرح مقسم إلى نصفين أيمن وأيسر الأيمن عبارة عن حجرة رحبة مكتبان عصريان ومكتبة انسيابية مملوءة بالكتب وأشرطة الفيديو وبها شاشة تليفزيونية ولوح زجاجي يتخذ كسبورة للكتابة عليها- مجموعة ميكروفونات – ومجموعة تليفونات للاتصال داخليا وخارجيا .. وبالنصف الأيسر حجرة رئيس المصنع بها مكتب ضخم عصري ولوحات عدة معلقة لأنماط مختلفة بارزة من الروبوت الآليين الشبيهين بالبشر- ومجموعة تليفونات وأجهزة استماع وعرض فيديو – على المكتب زهرية بها زهرة عباد الشمس .. نوافذ الحجرتين تطلان على فناء مصنع ومن ورائه مساحات ريف نموذجي وقطاع من قرية نموذجية.. اللون الغالب يمينا الطوبي ويسارا الأزرق السماوي..
نفهم من المشهد الأول أننا في مصنع لتصنيع العمال الآليين والدمى.. وأن أسماء ابنة أسعد صاحب المصنع أصيبت في حادث تصادم فقدت فيه الأم بينما أصيبت قدمها بالشلل.. تحب زميلا لها منذ أيام الجامعة تتعلق بصورته وتخفيها بالقرب منها حتى لا يكتشف أحد سر حبها الدفين.. والذي تحبه هذا بطلا في كمال الأجسام.. وهنا تبدو المفارقة.. وهذا ما كان يخيف أباها ويقلقه فكيف لبطل كمال الأجسام أن يتحمل ابنته التي تعاني خللا في جسمها.. لهذا قرر بمساعدة بعض معاونيه في المصنع تصنيع دمية آلية تشبه تماما ذلك الحبيب وتلقينه بعض الكلمات والتصرفات الجافة المنفرة حتى تضج منه أسماء وترفضه.. ولكن يحدث ما لم يتوقعه أحد وتتدفق العواطف من الدمية مكرر نحو أسماء التي تحبه ربما أكثر من حسيب الأصلي حتى في نهاية المسرحية تقول له :
أسماء: أنا جاية هنا مخصوص علشانك
المكرر: (يزداد انكماشا بينما يختلس النظر إليها برغمه) ليه وهو أنا أطلع إيه بس؟
أسماء: (في صدق ومودة) إنت الوحيد اللي صدق معايا.. رغم الكلمات والتصرفات اللي برمجك عليها والدي..
أسعد: (يحاول الدفاع عن نفسه) ما هو يا بنتي..
أسماء: (تقاطع أباها في ترقق وحنان) من فضل حضرتك أنا عرفت كل حاجة كل حاجة (للمكرر) وأنا مش جايه أعاتب.. لا.. أنا جاية أشكركم (لوالدها والمكرر معا) لأنك يا والدي والمكرر رغم كل اللي حصل عرفتم تنقذوني من حسيب وخلتوني أكتشف قد إيه كنت مخدوعة فيه..