كتب : لفته عبد النبي الخزرجي / العراق- بابل انحدر السيل غاضبا ، الرايات تعلو في سماء الوطن المستباح .. الحراك المدني يملأ ساحات الوطن ..
والسيل الغاضب من الاحتجاجات ..
يحيل الارض رصاصا .. لكن السلام ما آلت اليه الجموع ..
انحدر السيل هادرا .. ليغرق الفساد ، ويمحق الارهاب ..
تماسكت الايادي في يوم عاصف ..
وارتفعت الرايات يقدمها علم العراق ..
تفتحت ازهار حدائقنا .. لتمطر الفضاء .. عطرا ..
الاطفال يهزجون مع الآباء .. في وطن استباحه الاقزام ..
الامهات تزف الابناء .. لسارية العلم ..
والشهداء يرسمون نشيد الوطن ..
الشباب يرتدون احزمة المجد ، ليزلزلوا الارض ..
تحت اقدام الغزاة القادمين من بحار الموتى ..
هتاف يشنف عنان السماء .. لن تطئوا ارض الانبياء ..
انها ارض سومر وآشور وبابل واكد .. ارض حمورابي ..
هنا كان اوتو نبشتم يبني سفينته .. ليحفظ للدنيا حياتها ..
هنا اول حرف في ذرى النخيل حفرته انامل عشتار ..
وهنا كان لبت عشتار واشنونو وجلجامش ..
هنا كانت المسلة والقانون والعدالة ..
النبي ابراهيم خرج من زقورة اور ..
وامتطى حصانا عراقيا ,,
ثم امتطى سفينة من سعف النخيل ..
النبي ايوب ما زالت بقاياه مركونة في بساتين بابل …
ونار النمرود التي اوقدها للخليل ابراهيم ..
يحج اليها اهل العراق ..
ما زال الموقد ملتهبا ..
زوجة الخليل ،، من ارض الكنانة
هاجر ،، من مصر .. والخليل من ارض السواد ..
النيل والرافدان .. تصاهرا منذ عصرين ونيف ..
فكان اسماعيل .. بذرة العراق .. ومشيمة مصر ..
الرحم مازالت طافحة بعشق وعبق التاريخ ..
والسيل لم يهن ولم يتزحزح ..
سيظل السيل هادرا .. ليقتلع الاقزام ..
الارهاب والفساد .. وجهان لعملة واحدة ..
ورايات الحراك لن تغادر موطنها ..
الوطن ترفعه رايات تعلو سنان الشمس
لتسد الافق .. ويتقيء الفساد انفاسه ..