كتب / مختار حسنين
هو فرعون مصر السادس الملك ” أمنمحات الثالث ” فى
الأسرة الثانية عشر قبل الميلاد .
تولى عرش مصر من عام ” 1843 إلى 1796 ” قبل
الميلاد ، وكانت مدة حكمه تصل إلى حوالى 47 عاماً ،
شارك فى بدايتها والده الملك ” سنوسرت الثالث ” لمدة
قاربت ال ” 20″ عاماً قبل اعتلائه عرش مصر .
وهناك مقولة أخرى عن حكمه أرخت منذ عام ” 1860
إلى 1814 ” قبل الميلاد .
معنى إسمه ” آمون فى المقدمة ” ، وإسمه الملكى ”
نى – ماعت – رع ” وتعنى ” عدل رع وماعت ” .
وبإستغلاله الأرض المرتفعة التى كانت موجودة أمام
منخفض الفيوم أقام الملك ” أمنمحات الثالث ” سد
اللاهون ” .
وكما يعتقد أن بردية ” قادش ” كتبت فى عهد هذا
الملك .
إزدهرت التجارة الخارجية مع بلاد لبنان ، والنوبة ، وعمت
حالة من الرخاء فى عهده .
أمر عماله بإستغلال محاجر الفيروز بسيناء ، والقيام
بتقطيع الأحجار الجيرية من طرة ، وكذلك أحجار الجرانيت
من أسوان ، والأحجار الصلدة من محاجر وادى الحمامات .
قام ببناء هرمين ، أولهما فى العام الأول من إعتلائه
العرش وهو الهرم الأسود المبنى من الطوب اللبن
المجفف ، تهدمت بعض أجزائه ماعدا قطعة واحدة بقيت
على حالتها ، وهى الهريم ” بن بن ” الذى يعتلى الهرم
والمسلة ، وهو يرمز إلى اكتمال بناء الهرم من الناحية
العملية والدينية عند قدماء المصريين ، وهو رمز التل
الأزلى المقدس لدى الكاهن المصرى ، وعلى إعتقادهم
هو جزء من إفرازات إله الشمس ” رع – آتوم ” .
وال “بن بن ” كان له علاقة بالخلق ، فأول ” بن بن ” كان
فى معبد هليوبوليس ، ومراسيم عبادته ترجع إلى أول
نقطة سقطت عليها أشعة الشمس التى تمنح
إستمرارية الحياه خلال الأسرة الأولى عام ” 3200″ قبل
الميلاد ، فكان المصرى القديم يقوم بطلاء الجهات الأربع
لل”بن بن”،برقائق معدن ” الإلكتروم ” وهو خليط من
الذهب والفضة ، تظهر أشعة الشمس المنعكسة عليه
بجمال فريد .
وجد هريم بن بن بجوار هرم الملك ” أمنمحات الثالث ”
بمنطقة دهشور ، وعلى جهات الهريم تم رسم عبارات
باللغة الهيروغليفية على حجر من الجرانيت الأسود ،
وكذلك نحت الخراطيش الملكية بداخلها أسماء الملوك ،
وخارجها الألقاب المقدسة ، كما يوجد أيضاً نحت لقرص
الشمس على هيئة جناح .
وفى العام الخامس عشر لحكم الملك ” أمنمحات الثالث
” قرر عماله التوقف عن بناء هرمه بدهشور ، فتوجهوا
إلى هوارة لإنشاء الهرم الثانى ، والذى عثر بجانبه على
معبد أطلقوا عليه فى العصور اليونانية ” اللابيرنيث ”
وتعنى “قصر التيه ” ، الذى أعتقد المؤرخ ” سترابون ”
بوجود 42 صالة بعدد أقاليم مصر ، والذى لم يبقى له أثر .
وقبل وفاته بأعوام قليلة شاركه إبنه ” أمنمحات الرابع ”
حكم البلاد .
وترك التاريخ لنا بصمة جميلة من زمن هذا الملك العظيم
، وهو تمثال يظهر هيئته القوية ، وملامحه النوبية النبيلة
وهرمه ، وقطعة رخامية على شكل لهرمه ، وكذلك تمثال له وهو جالس على كرسى العرش ، وتمثال له على شكل أسد ، وتمثال آخر ، وصدرية من الذهب
والأحجار الكريمة لأخته ” ميرى ريت ” ، ورأس تمثال له
موجود بمتحف اللوفر .
[أعزائنا القراء سوف نواصل مع حضراتكم بحلقات عن
الشخصيات المصرية القديمة والحديثة لمعرفة رواد
وملوك وعظماء أنجبتهم مصر ] .
وإلى اللقاء فى حلقة قادمة وشخصية مصرية أخرى .