كتب / مختار حسنين
هو الملك “بيبى الثانى – نفر كا رع ” خامس فراعنة
الأسرة السادسة ، تولى عرش مصر بعد وفاة أبوه
الملك ” مرى إن رع ” الأول . منذ عام ( 2278 ) وحتى
عام (2247 ) قبل الميلاد ، حكم لمدة 94 عاماً وهى
أطول فترة قضاها حاكم فى تاريخ مصر . وهناك تشكك
من قبل علماء المصريات أن ” بيبى الثانى ” تولى
العرش حوالى عام ( 2216 ) إلى ( 2184 ) وأن فترة
حكمه استمرت حوالى 64 عاماً ، ولكن الأرجح لفترة
حكمه هو ” 94 ” عاماً .
وكما ذكر المؤرخ المصرى ” مانيتون السمنودى ” فى
تأريخه لملوك مصر الفرعونية ، أنه تولى العرش وعمره 6سنوات ،
وكانت أمه هى ” عنخس إن بيبى ” الوصية
عليه ، وفى نفس الوقت كان خاله الأمير الوزير ” جاو
” صاحب اليد العليا فى القيام بأمور البلاد ، وكان له
زوجتان هما ” نيت إيبوت الثانية ” و ” عنخس إن بيبى
الثالثة.
قام الملك ” بيبى الثانى بتشييد هرمه فى سقارة
،إلى الجنوب من هرم الملك ” مرى إن رع “وكان إرتفاعه
وقت الإكتشاف 52 متر ، ولكنه تآكل بمرور الوقت ، ولم
يتبقى منه غير هضبة صغيرة، يتكون الهرم من خمس
طبقات من الطوب اللبن والحجارة ، وكسوته الخارجية
من أحجار ” الكلس الأبيض ” .
ويتميز هذا الهرم بإطاره الخارجى الذى يحيط بقاعدته ،
ويقع مدخل الهرم جهةالشمال منه ، يمتد منه ممر
منحدر يؤدى إلى ممر واسع له سقف مزين بالنجوم
وحوائطه منقوش عليها كتابات هيروغليفية ، وهذا الممر
الذى كان مغلقاً بثلاثة أحجار ضخمة يؤدى إلى الغرف
الداخلية ، وغرفة الدفن وتتميز جميعها بالأسقف
المقوسة المزينة بالنجوم ، كما عثر على تابوت من
الجرانيت الأسود داخل غرفة الدفن كان فارغاً . “
كان يقوم بإرسال الحملات الحربية إلى الجنوب ، وإلى
مختلف الأقطار بقيادة حكام إلفنتين أشهرهم ” حرخوف –
وبيبى نخت – و ميخو “، وذكر العلماء المتخصصين فى
علم المصريات أن بيبى الأول هو فرعون موسى بسبب
عصره الذى حلت به المجاعة والقحط ، وعدم وجود
دلائل تبين أن للملك بيبى أولاد ، وأن الفترة التى تليه
ليس لها تدوين ، حيث أن الفراعنة كانوا يدونون
إنتصاراتهم ، مما يبين قيام ثورة بنى إسرائيل على
الفرعون ، وخروجهم من مصر ، وموت الفرعون بعد ذلك
ليصبح الكرسى شاغراً ، وكذلك هرمه الذى تم هدمه
كما اتضح من المسح الهندسى ، وأعيد بناءه مرة أخرى
، مما يبين أن هناك سر حول هذا الهرم الذى كان
سيصبح هرماً كبيراً ، كما اتضح من قاعدته .
و فترة الإضطراب التى أصابت البلادعلى مستوى كبير
حلت الفوضى والممجاعة وشملت الجزيرة العربية ،
والعراق ، وشمال أفريقيا .
وكذلك عدم وجود تمثال للملك “بيبى الثانى ” يظهر
هيبته سوى تمثالين أحدهما تحمله أمه طفلاً على
فخذها ، والآخر يظهر فيه طفلاً عارياً ، بالرغم من وجود
صور وحكايات تثبت أن له إنتصارات كانت على الليبيين ،
والنوبيين وغيرها من انتصارات . وبسبب شيخوخة
الملك ” بيبى الثانى ” لم يستطع السيطرة على حكام
الأقاليم الذين أصبح كل همهم الحصول على السلطة
والنفوذ ، والحصول على الأموال من العمال والفلاحين ،
وقاموا بسلب سلطات ” بيبى الثانى “، ولم يبالو
بأقاليمهم ، وورثوا المناصب لأبنائهم ، وكان كأنه حق
مكتسب لهم وليس منحة من الملك ،ولم يهتموا
برعاياهم ، فتمردت بلاد النوبة على الملك الضعيف ، مما
جعل الرعايا يقومون بثورة ، هى أول ثورة فى تاريخ
مصر ضد الظلم والفساد . واغتنمت القبائل العمورية
الفرصة بسبب الحدود المفتوحة أمامهم ، والتى لم تجد
من يدافع عنها ، فتخطوا الحدود المصرية .
كما جاء فى نقش بمقبرة أحد القادة العسكريين ” بيبى
نخت ” والذى جاء فيه.
[الآن فإن جلالة مليكى أرسلنى إلى بلاد عامو لإحضار
جثة السمير الوحيد القائد ” عنخ ” الذى كان يبنى
سفينة هناك من أجل السفر بها إلى ” بونت “وهى
الصومال ، وجنوب شبه الجزيرة العربية،
ولكن عامو ساكنى الرمال قتلوه كما قتلوا أفراد فرقة
الجيش التى كانت معه]
بنى الملك بيبي الثاني هرمه في جنوب سقارة، وزين
حجرة الدفن بنصوص الأهرام الدينية، وهو أكبر من
أهرام أسلافه ، وقد ألحق بالهرم معبدان لا تزال
أطلالهما أكمل من أطلال معابد أسلافه .
وقد عثر في إبلا في سورية على جزء من غطاء آنية
مرمرية عليها اسم هذا الملك، مما يدل على وجودصلات
بين مملكة إبلا والمملكة المصرية القديمة منذ القرن
الرابع والعشرين قبل الميلاد .
موضح بالصور تمثال للملك بيبى الثانى” وهو طفل
على حجر أمه ، وهرمه فى سقارة .
[أعزائنا القراء سوف نواصل مع حضراتكم بحلقات عن الشخصيات المصرية القديمة والحديثة لمعرفة رواد وملوك وعظماء أنجبتهم مصر ] .