مرت تلك الشهور القاسية .. التي عانت سارة فيها بالمعني الحرفي للمعاناة …. حتي كادت لا تعرف أن كانت حينها في عالم الأحياء أم عالم الأموات ….. يطاردها ذلك الشبح الذي لا تراه مطلقا …..
لكنه دوما حولها يعكر صفو حياتها…. فباتت منقلبه راسا علي عقب …أنه الخوف ياساده ..الخوف من كل شئ ….بداية من الخوف من الموت انتهاء إلي الخوف من المستقبل …..
مؤمنة هي بالله والقضاء والقدر ..لكنه أصبح مرضا مزمنا يلازمها طوال الوقت …تتذكر الآن لحظة من أسوء لحظات مرت بها في حياتها….. حينها كانت تصلي الفجر ..في شهر رمضان ..
وفجأة وبدوون مقدمات يخفق قلبها بشدة لاحظت هي هذا….. لكنها استمرت في صلاتها تتصبب عرقا …دقات قلبها سريعة لدرجة التوقف…
وفكرة مسيطرة في خلايا عقلها … لتخبرها أنها النهاية ستصبح بعد لحظات تحت الثري…. لم تستطع استكمال صلاتها…. ركضت نحو والدتها واخواتها استمسكت بأيديهم….. قائلة بفزع شديد سأموت الآن لاتتركوني……
في بادئ الأمر كانوا يقلقون بشدة لما تفعله….. حتي علمت بالصدفة البحتة عن طريق الإنترنت….. أنها إحدي حالات الهلع دعوني أخبركم أن الأمر لن يستغرق أكثر من دقيقة ونصف…..
لكنها أصعب لحظة في الحياة… كان الحل بسيطا للغاية وهو المصاب بتلك الحالة كل ماعليه أن يبتعد من المكان الذي يجلس فيه ويفكر في أي شئ يشغل تفكيره خلال تلك اللحظة، وأهم علاج لهذه الحالة هو أن يشغل وقت فراغه بالقراءة.. والرياضة …والتقرب من الله بالصلاة…
وبالفعل أصبحت عندما تأتيها هذا العرض وليس المرض تهب من مكانها للمكان آخر مثل النافذة تستنشق شهيقا وتخرج زفير عدة مرات ، تفكر في أجمل منظر حتي تهدئ تماما ،ومع مرور الوقت اختفئ هذا العرض…
وبرغم صعوبة هذه المحنة التي مرت بها لكنها تعلمت أن الحياة قصيرة جدااا والموت أقرب مما يتخيل الإنسان فلا شئ يستحق أن نحزن عليه ولا الحياة نفسها تستحق أن نحارب من أجل البقاء فيها.