كتب – أمير ماجد
المقاومة الإيرانية تناشد المجتمع الدولي لتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق بشأن وفاة السجناء السياسيين في سجون الملالي
13 إيلول/ سبتمبر 2015، أصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس بيانا كشفت فيه عن وفاة السجين السياسي الشهير ”شاهروخ زماني“ في سجن كوهر دشت بمدينة كرج في ظروف غامضة ، مطالبة المجتمع الدولي بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق بشأن وفاة السجناء السياسيين في سجون الملالي في إيران. وجاء في البيان:
توفي السجين السياسي الصامد شاهروخ زماني من أبناء أذربيجان الشجعان بعد ظهر الأحد 13 إيلول/ سبتمبر 2015 بسجن كوهردشت في ظروف غامضة. وعثر زملائه في السجن بقاعة 12 عنبر 4 على جثمانه بسريره في الساعة الخامسة بعد الظهر بينما كان فمه مليئا بالدم وكدمة في رأسه. يذكر انه كان بجانب زملائه في السجن حتى الساعة العاشرة صباح اليوم بشكل نشط وفرحان كما في السابق. وكان يمارس الرياضة بشكل ثابت.
كان جلادو ومامورو وزارة المخابرات يكنون حقداً دفيناً ضده ولم يتوانوا عن ممارسة أي أيذاء وإزعاج بحقه حيث هددوه مرات عديدة بالموت. انه وقبل وفاته كتب في مذكرة يقول: «في ادارة المخابرات تعرضت مباشرة أو غير مباشرة لتهديد بالموت بما فيه الموت عن طريق التسميم ووضعي بجانب السجناء العاديين المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة وإرغام اناس متخلفين عقليا وقتلة وخطيرين على الإشتباك معي وكذلك وضع رجال المخابرات تحت يافطة سجناء بجانبي حيث يشجعوني بالهروب عن السجن لكي يقتلونني أثناء الفرار بالرصاص الا انني تعرفت على هؤلاء الأفراد وكشفت النقاب عنهم وإبتعدت عنهم… وانني أحذر الجميع بشأن تداعيات أي حادث من هذا القبيل حيث موتي في السجن تحت أية ذريعة كانت يتحمل مسؤوليته النظام».
شاهروخ زماني العامل الصباغ 51 عاما تم اعتقاله مرات بسبب نشاطاته في الدفاع عن حقوق العمال بما فيها توفير التأمين الإجتماعي وتأمين البطالة للعمال الصباغين. كما انه خضع تحت أبشع أساليب التعذيب وممارسة المضايقات عليه طيلة فترة حبسه في سجون كل من مدينة تبريز ويزد وقزل حصار وكوهردشت بمدينة كرج.
وانه اعتقل للمرة الأولى في عام 1993 بتهمة نشاط سري في نقابة الصباغين وقد صدر حكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا وتم اعتقاله مرة أخرى في مدينة تبريز يوم 8 حزيران/ يونيو 2011 بتهمة «الدعاية ضد النظام» وحكم عليه بالسجن لمدة 11 عاما. وتم تجديد محاكمته في إيلول/ سبتمبر 2013 في محاكم الملالي الصورية بتهمة «الإساءة إلى الزعيم» وصدر حكم عليه بالسجن لمدة 6 شهور اضافية.
وتم نقل شاهروخ زماني إلى زنزانات إنفرادية والحجز المعزول للسجن عدة مرات ما أدى إلى اضرابه عن الطعام احتجاجا على هذه الأعمال الوحشية. ولم يسمح له الجلادون باللقاء الحضوري مع عائلته على الإطلاق كما لم يسمحوا له بالحضور في حفل تأبين والدته وحفل زفاف إبنته. وقام الجلادون في سجن تبريز بنقله إلى عنبر السجناء المصابين بالأمراض الخطرة. وانه كان يعاني من عدة أمراض بسبب ظروف السجن المزرية وخضوعه للتعذيب الشديد وكان الجلادون لم يسمحوا له بالعلاج خارج السجن. كما انه وبسبب مواقفه الحازمة تجاه نظام الملالي كان يحظي باحترام خاص في صفوف السجناء وكان دائما رائدا في الحركات الإحتجاجية بالسجن.
إن عملية قتل السجناء سرا هي أسلوب معروف يمارسه نظام الملالي خاصة خلال السنوات الأخيرة. ولي الله فيض مهدوي واميرحسين حشمت ساران ومنصور رادبور وافشين أسانلو يعدون من هؤلاء السجناء الذين توفوا في ظروف غامضة وفي كل هذه الحالات حاولت دائرة الطب العدلي للنظام بتبرير هذه الوفيات معلنة أسبابا واهية لوفاتهم.
ان السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية اذ قدمت تعازيها إلى عائلة شاهروخ زماني والمواطنين الأبطال في محافظة أذربيجان وجميع العمال مؤكدة على ان دماء هذا السجين الصامد وعلى غرار دماء 120 ألف من الشهداء في درب الحرية، تزيد عزم وارادة الشعب الإيراني لإسقاط هذا النظام اللا انساني وستبقى ذكرياته خالدة في تاريخ إيران مثل الشهداء الآخرين في درب الحرية.
ودعت السيدة رجوي الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن الدولي وجميع المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى إدانة الظروف القاسية في سجون النظام الإيراني وتعامل الجلادين الإجرامي مع السجناء وممارسة أبشع أساليب التعذيب والمضايقات مطالبة بتشكيل هيئة دولية للتحقيق حول وفاة السجناء السياسيين في ظروف غامضة.