كتب : لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل حسين مردان شاعر العبث والتمرد والحقيقة ، ولد الشاعر حسين مردان في العام 1927م ، يتصف الشاعر بثقته المتعالية بالنفس ، وكبريائه واعتداده بنفسه ، ولا مبالاته التي كلفته الكثير في حياته الشعرية والصحفية والادبية . حسين مردان شاعر الجمال والرقة والعذوبة ، كانت ولادته في قضاء ريفي يسمى ” طويريج ” في الفرات الاوسط “بابل ” كان والده يعمل ضمن مسلك الشرطة الملكية ، وقد استقر به المقام في قضاء الخالص ضمن منطقة ديالى . وهناك تلقى دروسه الاولية حيث انهى دراسته الابتدائية ، ولان والده كان يعيش في ظروف مادية متردية ، فقد ترك الدراسة وتوجه الى بغداد ليعمل في البناء لكي يساعد عائلته التي تعيش في ضائقة مادية وعسر شديد . ثم تم استدعاؤه لأداء الخدمة العسكرية ، ومن خلال حضوره في مقاهي الشعراء والادباء والفنانين مثل مقهى الزهاوي والشابندر وحسن عجمي وغيرها ، تمكن من التواصل مع الحركة الادبية والشعرية ، واصدر ديوانه الاول “قصائد عارية ” في العام 1949 م ، وبعد عام واحد فقط استطاع ان يلفت الانظار اليه في الوسط الادبي والثقافي ، حيث اصدر ديوانه الثاني الموسوم ” اللحن الاسود ” . بعد هذا الجهد الكبير ، دخل عالم الصحافة ، فعمل في جريدة الاهالي وهي الجريدة الناطقة باسم الحزب الوطني الديمقراطي ، الذي كان يقوده المرحوم كامل الجادرجي . دخل السجن بسبب افكاره المتطرفة ومقالاته النارية التي كان يكتبها في جريدة الاهالي . بعد ثورة 14 تموز 1958 اصبح عضوا في الهيئة الادارية لإتحاد الادباء ، ثم استقر اخيرا ، حيث عمل في مجلة الف باء وتحسنت احواله المعيشية .واخيرا توقف القلب الذي كان يخفق بحب الادب والمعرفة والثقافة ، فغادر الدنيا مخلفا فيها تراثه الشعري واسهاماته في الحركة الشعرية الجديدة . حيث كانت وفاته في 4/10/ 1972م . هذا هو الشاعر المتمرد حسين مردان ، شاعر من نوع خاص ، ترك بصماته في حركة الشعر العراقي والعربي .