بقلم / سعيد الشربينى
………………………………….
الشعر العربي الحديث هو الشعر العربي الذي كتب في العصر الحديث. و يُقصد به الإطار الزمني الذي تتميز فيه معالم الحياة عن الأزمنة السابقة. هو إذا آخر حلقة في السلسلة الزمنية التالية المتعلقة بالشعر (العصر الحديث – عصر النهضة – عصر الانحطاط – العصر العباسي – العصر الأموي – صدر الإسلام – العصر الجاهلي).
ولقد اعتاد مؤرخوا الأدب العربي على تصنيف الشعر العربي بحسب فترات زمنية تواكب العهودالزمنية للدول. كما يصنف أيضا بحسب الأمصار التي أنتج فيها من مختلف الأمصار العربية والإسلامية.
كما اعتاد دارسو الشعر العربي تصنيفه إلى فترتين أساسيتين، هما: الشعر القديم والشعر الحديث؛فالشعرالعربي القديم يقصد به كل شعر عربي كتب قبل عصر الانحطاط، كما يقصد به كلشعر كتب على نمطه فيما بعد. ويمكن أن يسمّى أيضا بالشعر التقليدي لكونه يسير في ركاب التبعية والتقليد،وما اكثر ذلك هذه الايام . فقد ظهر فى الافق مؤخرآ جماعات وفرق شللية تدعى كتابة الشعر والشعر منهم براء .
فهؤلاء اللذين يطلون علينا كل يوم وليلة يزعمون الشعر وهم لايعلمون قواعده واصوله مما جعل الحياة الادبية من حولنا يشوبها الكثير من الوان البلادة ورقاقة الالفاظ وضعف المعانى وبلاهة الافكار التى لاتتكلم الا عن العشق والغزل دون الربط بينها وبين الاحداث الجارية حولنا .
فمن المعروف ان الشعر هو لسان حال الاوطان والمجتمع الذى يلهب الحماس والوطنية بل ويعمل على ضخ الانتماء الحقيقى فى عروق المجتمع عند الازمات .
فالشعر الحديث يقصد به كل شعر عربي كتب بعد النهضة العربية. وهو يختلف عن الشعر القديم في أساليبه وفي مضامينه، وفي بنياته الفنية، والموسيقية، وفي أغراضه وموضوعاته وفي أنواعه المستجدة والمختلفة.
جميع قصائد الشعر والدواوين التي وضعت في العصر الحديث هي شعر حديث بدءًا من أول قصيدة كُتِبَت إبان الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام في الفترة ما بين 1798 – 1801 بأحد أقلام الرواد الأوائل – أعني رواد النهضة وانتهاءً بآخر قصيدة كتبها شاعر في الوقت الحالي (عام 2010م أو 1431هـ).
التصنيف حسب الأجيال، مثل: “شعرالستينيات”، “شعر السبعينيات”، “شعر الثمانينيات”، “شعر التسعينيات” و”شعر القرن الحادي والعشرين”.
لكن بعض هذه التصنيفات قد لا تعني شيئا غير الرغبة في التصنيف، وأحيانا تكون مثارا لنزاعات متبادلة بين أطراف متصارعة , إلا أن الأهم من كل ذلك هو وجود بعض الخصائص الفنية والموضوعات المختلفة بين النصوص الشعرية لكل فئة من الفئات المذكورة.
ومع اختلاف القضايا التقليدية المطروحة للمناقشة بين شعراء البلدان المتقدمة صناعياً باستمرار، بقيت الأغلبية العظمى من شعراء العرب عند مناقشة قضاياهم بذاتها، ناقلة ومعبرة عن لسان حال المجتمع ونبض الوطن ومن بين هؤلاء (شاعر الشرق ) .المهندس / ثروت سليم ..الذي عمل على تطور الشعر فى العصر الحديث والبعد عن الاستنساخ مما منع الشعر العربي من التطور
و حينما تغوص بثناياك فى قصائده واشعاره الوطنية تشعر وكأنك قد جلست بين فصى قلب الوطن .ومن قصائده الوطنية على سبيل المثال لا الحصر قصيدة بعنوان ( مصر حبيبتى )
اذ يقول فيها :
———–
مصــرُ هي حبيبتي
*******
لا وقتَ للعشقِ أو للحُبِ والغَزَلِ *** حانَ الفداءُ ودقَّتْ ساعَةُ العملِ
مرَ الزمانُ وقد أصبحتِ واهمةً *** أني أحبُكِ ..أو أبكي على طَلَلِ
تركتُ قلبي على كفَّيكِ مُهتدياً *** فضلَّ منكِ بسوءِ الظنِ والمَلَلِ
لا وقت إلا لمصرَ الآنَ أمنحُها *** عُمري الذي مرَ أو ما ظل من أجلِ
هي الحبيبةُ ..لا حُبٌ يُعادلها *** مِن المَحبَّةِ والأحضان.. والقُبَلِ
هي الأميرةُ في محرَابِ عابدةٍ *** أمٌ وما لي بمصرَ الآنَ مِن بدَلِ
الأرضُ أصدقُ مما فوق كوكبِها ** وطينُهَا المِسْكُ بينَ السَمن والعسَلِ
والأرضُ أوفَى نسَاءِِ الكونَِ قاطبَةً *** يَبقى الترابُ بلا زيفٍ ..بلا دجلِ
الأرضُ منها خلقناكم وداخلها *** نعيدكم … تارةَ أخرى من الأزلِ
فحِضنُها الدفء من بردٍ ومن ألمٍ ** وبردُها الأمنُ من خوفٍ ومن زللِ
موسى رأى الله وحيا في جلالته *** نوراً ..هُنا ..فتجلى اللهُ بالجبلِ
مَا أصدقَ الحُبَّ في روحٍ يُقدَّسُهُ ** قد تَعشقُ الأرضُ ما تَهواهُ في زُحََلِِ
كم جرَّبَ القلبُ أزماناً وأمكنةً *** وما تَخلَّيتُ عمن كان في المُقَلِ
لكنهُ وظنونُ السَوْءِ تَتبعُهُ *** قد مَارسَ الظن في ظلمٍ وفي جَدَلِِ
والآنَ أولَى بهذا الحُبِِ حاضِنَةٌ *** هي الكِنانةُ .. من عَدْلٍ لمُعتدلِ
والآنَ أدركتُ أن الدهْر علَّمني *** لا فرق عندكِ بين الجَدِ والهَزَلِ
—-
فالدارس والمتعمق فى دراسة الادب والشعر يجد أن القصيدة قد اعتمدت على وحدة بناء الفكرة والبعد عن الاستنساخ والرقاقة .وقد اعتمدت على قوة المعانى وسهولة الالفاظ واختيارها بما يتناسب مع الاحداث وقد استخدم الشاعر فى قصيد تهاساليب النهى وذلك لتوكيد المعنى كما استعان بالأستعارات والكنايات التى تعبر عن مكنون الشاعر وحبه الشديد للوطن وقربه منه فالقصيدة تعد ملحمة تغمرها الموسيقى الشعرية التى تبعث الحس الوطنى والانتماء الحقيقى وقت ازمات الوطن بل هى دعوة من الشاعر قائلها ( لاوقت للحب والغزل
بل هى رسالة لمن يزعمون الشعر بأن يكون لسان حال الوطن ومشاركة احزانه وآلامه والحث على البناء والانتماء .
فتحية منا
( لشاعر الشرق ) المهندس / ثروت سليم
( دامت مصر منارة للأدب والشعر ومصباح ينير للعالم ظلمة الفكر )
تحريرآ فى 19 / 1 / 2017