مقالات واراءمنوعات ومجتمع

شارع عماد الدين

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

يعد شارع عماد الدين من الشوارع الرئيسية بوسط مدينة القاهرة وهو من الشرايين الرئيسية والحيوية بالمنطقة التي يطلق عليها وسط البلد ويبلغ طوله حوالي 2.5 كيلو متر ويبدأ شمالا من شارع رمسيس ويستمر جنوبا حتي منطقة عابدين مرورا بميدان مصطفي كامل باشا والذى كان يسمى بميدان سوارس فيما سبق ثم تم إقامة تمثال بديع من البرونز فوق قاعدة مرتفعة من الرخام للزعيم الوطني مصطفي كامل باشا في وسطه وذلك في أواخر ثلاثبنيات القرن العشرين الماضي في عهد الملك فاروق ويسمى الجزء الجنوبي من الشارع أيضا بإسم شارع محمد فريد باشا ذلك الزعيم الوطني الذى خلف مصطفي كامل باشا بعد وفاته عام 1908م في مسيرة الجهاد الوطني ضد الإنجليز والذى توفي عام 1919م
وكان جزءا شارع عماد الدين الجنوبي المسمي بشارع محمد فريد والشمالي المسمى بشارع عماد الدين يتميز كل منهما بخصائص معينة حسب التشاط الذى يمارس في كل منهما فقد كان الجزء الجنوبي منذ ان تواجد الشارع في أواخر القرن التاسع عشر الميلادى يعد مركزا ماليا حيث تأسس به مجموعة من البنوك مثل كريدى فونسيير والبنك العثماني ثم تبعهما بنك مصر مما أكد الطابع المالي لهذا الجزء من الشارع وشجع العديد من البنوك والمؤسسات المالية وشركات تداول الأسهم والأوراق المالية العاملة بالبورصة لإقامة مقراتها الرئيسية به أما الجزء الشمالي والذى يبدأ من تقاطع شارع عماد الدين مع شارع فؤاد سابقا شارع 26 يوليو حاليا وحتي شارع الملكة نازلي سابقا رمسيس حاليا فقد ارتبط بصناعة اللهو والترفيه فعلى جانبي الشارع وجدت المسارح ودور السينما والملاهي الليلية والحانات وفي المباني السكنية كانت توجد مكاتب وكلاء الفنانين ودور الإنتاج ومتعهدى الحفلات ولعدة عقود كان يعتبر شارع عماد الدين هو شارع الفن الأول في مصر وكان يطلق عليه إسم برودواى مصر والشرق الأوسط تشبيها له بشارع برودواى الذى يعد شارع الفن في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وكان من الشائع والمألوف أن تجد مسرحا أو اثنين او سينما بجانب بعضهما البعض أو في مواجهة بعضهما علي الجانب الآخر من الشارع مثل مسرح عملاق الكوميديا العربي نجيب الريحاني ومنافسه علي الكسار وحتي خمسينيات القرن العشرين الماضي كان هذا الجزء من الشارع موطنا مختارا للمصريين والأجانب يفدون إليه ليستمتعوا بالعروض الفنية المسرحية والسينمائية المختلفة وبالإضافة إلى ذلك كان الشارع يتميز بروعة التصميمات المعمارية والفنية لعماراته السكنية ومبانيه العامة التي تم تشييد أغلبها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادى وأوائل القرن العشرين الميلادى الماضى والتي كان من اشهرها عمارات الخديوى نسبة إلى الخديوى عباس حلمي الثاني التي بنيت عام 1911م علي يد المهندس المعمارى الإيطالي أنطونيو لاشياك وهي عبارة عن 4 عمارات مساحتها الكلية 9025 متر مربع مزج في عمارتها المصمم مابين طراز الباروك الفرنسي وطراز البحر المنوسط وكل منها مكون من 7 طوابق ويعلوها قبة فريدة في طرازها وهي تعد من أهم معالم شارع عماد الدين بالإضافة إلى مبنى ديفيس برايان المرفق صورته والذى يعد أيضا من المعالم المميزة لهذا الشارع
وبعد ثورة يولبو عام 1952م تم تاميم العديد من المنشآت المحلية المصرية او المملوكة للأجانب والتي كانت مقراتها بشارع عماد الدين وتم تخصيص تلك المنشآت والتي كانت أحيانا تشغل مبني بأكمله لشركات التأمين المحلية والتي قامت بدورها بتأجير الشقق والمباني والتي غادر معظم ملاكها الأصلبون مصر لشركات من القطاعين العام والخاص ومنذ ذلك الحين بدأ شارع عماد الدين يفقد رونقه لأن العديد من المسارح ودور السينما أغلقت أبوابها وتحول النشاط بالشارع إلى تجارة التجهيزات واللوازم التي تحتاجها الأجهزة الكهربائية ذات الضغط العالي وفي بداية الثمانينيات من القرن العشرين الماضى تم تأسيس سينما كريم كأحد مجمعات دور السينما وهو الأمر الذى تكرر بعد ذلك في أماكن عديدة وفيما بعد تجديد سينما كوزموس مما أعاد لشارع عمان الدين جزء من رونقه القديم وشخصيته السابقة واليوم نجد بهذا الشارع مسرح واحد مفتوح للجمهور هو مسرح الريحاني والذى تم إطلاق إسمه علي أحد الشوارع المتفرعة من شارع عماد الدين تكريما له إلى جانب عدد 5 دور سينما هي سينما كريم وسينما كوزموس وسينما بيجال وسينما كايرو بالاس وسينما ديانا بينما هناك 3 مسارح مغلقة هي مسرح محمد فريد ومسرح مصر بالاس ومسرح مركز الحاروقي الثقافي بالإضافة إلى عدد 4 دور سينما مغلقة هي سينما ليدو وسينما ريتز وسينما مصر وسينما كايرو
ويتبقي لنا أن نذكر أن هناك أكثر من رواية نحكي سبب تسمية شارع عماد الدين بهذا الإسم أكثرها صدقا هي أن الشارع سمي علي إسم شيخ غير معروف للعامة يقع مسجده في الجزء الجنوبي من الشارع المسمى بشارع محمد فريد كما توجد قصة طريفة تقول إن سبب تسمية الشارع بهذا الإسم يعود إلى إسم فتوة كان يتحكم في الجزء الشمالي من الشارع هو وأتباعه وكان يقوم بدور الحماية للفنانبن الذين كانوا يعملون في المسارح ودور السينما والملاهي الليلية لمنع أي مضايقات أو تحرشات من الممكن أن يتعرضوا لها بسبب عملهم نظير مبالغ مالية شهرية يقوم بتحصيلها منهم

Related Articles

Back to top button