كتبت / مها حامد الخير دايرة بتلف وتعود علينا من تانى .. فالجميل كَرَسْمِهِ و المعروف كَإسْمِهِ و الخير ما أَجْمَلُ طَعْمِه ِ. و إن أول من يقطف ثمرة إسعاد الناس هم المتفضلون برسم السعادة علي وجه الغير ، يحصدون ثمرته عاجلاً فى نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم ، فيكون من نصيبهم الإنشراح و الإطمئنان . فمن يساعد الناس من قلبه و يقدم كل ما يقدر عليه لهم يجد رب كريم يسخر له من عباده من يساعده ويعينه وقت النوائب والأزمات . ونجد بعض الناس ممن لهم نظرة تشاؤمية سوداء للأمور يستند إلي مقولة : اتقِ شر من أحسنت إليه . هنا عند سماع هذا القول لا تحاول إجهاد نفسك في محاولة التفسير أو البحث في معنى المقولة ولا تكلف نفسك عناء الرد ، لأن كل إنسان يريد أن يمتنع عن فعل الخير و مساعدة الغير فالأولي له بدل الإستشهاد بمقولة لا أصل لها ولا سند ، أن يستند إلي أفضل الكلام ، قول خير الأنام سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام : (( إن الخير لا يَبلى ، والشَرَ لا يُنْسَى ، والدَّيان لا يموت )) . فحب الخير والسعي له فطرة فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان عليها ، فالآنسان السوي صاحب القلب الأبيض هو من يتصف بالإيجابية وحب الخير للجميع ومحاولة نشر القيم الإيجابية ، أما الفرد السلبي المتشاؤم هو من يمتنع عن حب الخير و مساعدة الغير وليس له شأن إلا بنفسه وما بعد ذلك الطوفان أو هو الشخص الذي يبث القيم السلبية في المجتمع . إن التوجيه النبوي العملي أمر علي طرق أبواب الخير وكل ماهو للناس نافع ، سواء مصالح أو منافع ، أو حتى زرع قيمة إيجابية في المجتمع يجمع بها خيري الدنيا والآخرة ، يطيب بها ذكراه أينما حلّ و ارتحل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يغرس غرسا ، أو يزرع زرعاً ، فيأكل منه طير ، أو إنسان ، أو بهيمة إلا كان له به صدقة ” . فلا نضيّع الفرص علي أنفسنا في إستثمار أي زرع نزرعه في هذه الحياة سواء كان عملا أو قيمة إيجابية ، و ليكن همك و همتك محاولة أن تترك بصمة خير وأثرا طيباً جميلاً في آصدقاؤك و مجتمعك ، و لا تنتظر من أحد أن يبدأ ، كن أنت نقطة النور فمن عندك تبدأ البداية وتشع شمس العطاء و الهداية . ولنجعل الإخلاص لله هدفنا ونية الخير في كل أعمالنا ، فكرم الله لا حَدِّ له ولا عَدَّ . فالمعروف و الخير يُرِد ْ، من سَقَى يَسْقِي ، ومن جِدِّ وَجْد .. و عطاء الله بحارا لا تَحُدُّ بِحَد . فقد تقف مع أحد أصدقاؤك أو معارفك في الشدة ، فيعينك الله في أمرٍ أشد وتجد من يساندك ويدعمك . وقد تعين جار مبتلي أو تسد دين صديق مديون ، فيوافيك لدى الكرب مدد من صاحب المدد والعون . فرب العباد بصير لا يضيع معروف ، فبها يصرف سوء وبها تتقي نظرة شرٍ وحسد . فإذا طاف بك همً أو ألم أو غم فهب من حولك معروفاً أو جميلاً ، أو إعط محروماً أو أكفل يتيماً وستجد الفرحة والراحة و السعادة ، حتى منح البسمة علي فقراء الأخلاق صدقة جارية و درس عسير فى عالم القيم . فإن كنت تسير في طريق مظلم ومعك مصباح يهديك فالطريق فلا تتأخر في رفع المصباح لأعلي , فتتسع دائرة الضوء فيهتدي معك السائرون في ذات الطريق . و إن صنعت معروفـًا فلا تنتظر شكرًا من أحد ، ويكفيك ثواب الواحد الآحد الصمد ، وثق بأنه بأنه لن يضيع أبداً المعروف . وكما هو الحال في الخير ، كذلك الحال في الكره والبغض ، فكل ما تكرهه لنفسك عليك أن تكرهه للآخرين ، أجعل نفسك معيارا بينك وبين الآخرين . هذه ليست موعظة , وليست حكمة بقدر ما هى دواء للنفس من كثير من العلل النفسية وقانون لجلب السعادة للنفوس . لا أنادي أن تحب غيرك أكثر مما تحب نفسك فهذه درجة لا يصل إليها إلا القليل من الناس ، وهم الذين ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ” وهؤلاء فئة خاصة قليلة من البشر . لكن حاول أن تتجرد من النقط السوداء في ذاتك و حب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك ، وأن تتمنى له الخير كما تتمنى لنفسك الخير . أما أن تصل إلي رتبة أن تؤثر أحد علي نفسك فأعلم إنك قد آرتقيت وقد علوت قدرآ ومنزلة عظيمة عند الله تعالى ، و سوف تستمتع بسعادة روحية غامرة . و أخيرا .. خليك فاكر .. أنشر الخير والرحمة ، و الخير دائرة لو دخلتها هتلف وترجعلك ، ساعد سوف تُسْعِدُ روحك و وقت الحوجة والزنقة هتتساعد ، وَدِمْتُمْ للخير فَاعِلِينَ .