كتبت/ سماء كمال
حسين عبدالعظيم الطبيب الشاب بمركز طب الأسرة بكرداسة، والذى أصبح في يوم وليلة حديث الصحف والتليفزيون ومواقع التواصل الإجتماعي، مر بيوم لم يخطر له على بال!!
بدءت الأحداث حيث كان يجلس بعيادة الأطفال بمركز طب الأسرة بكرداسة يؤدي عمله في أمان الله، قام بالكشف على ٥٤ حالة يتصارعون في الدخول إليه في أجواء غير نظامية، ومنهم من تريده أن يكتب دواء لأبنها الذي بالمنزل بناء على وصفها لحالته، وبالطبع يرفض وسط محايلات وخلافات. وفي ظل هذه الأجواء هبط عليه من السماء محافظ الجيزة ومعه حشد من السادة الأجلاء!!
وبينما هو جالس على كرسيه المعدن ملتصقاً بمكتبه لضيق المكان وتقف أمامه سيدة تصف له حالتها، دخل عليه ودون استئذان سيادة المحافظ وحشده وسط كاميرات وإندهاشه على وجه الجميع.
وعلى الفور أزاح الطبيب الكرسي ووقف حسين ومد يديه مبتسماً للترحيب بالدكتور خالد زكريا العادلي محافظ الجيزة.
وبدء حوار سيادة المحافظ يغلب عليه الحدة والإستهزاء وكأن صدمته من سوء حال المكان افقدته حقيقة أن هذا الطبيب الشاب لا ذنب له سوى رضاءه بالتعيين في تلك الأجواء.
وسأل المحافظ السيدة الواقفة عن جودة الخدمة المقدمة، فتدخل الطبيب للرد في ابتسامه ولطف “المرضى تعبونا”، فرد المحافظ في غطرسة وهجوم: “أنت هنا عشان تخدمهم، تعبوك فى أيه وإزاى؟ ده حقهم وده دورك”.
وعندها رد عليه الطبيب بأدب “وأنا بقوم بدوري على أكمل وجه يافندم” وبدلاً من أن يرد المحافظ بكلمة طيبة تشجعه على أداء، بادره برد عجيب “شيل ايدك من جيبك”!!
ومن شدة المفاجأة رد عليه الطبيب مصدوم “نعم؟؟”، فكرره له بنفس الأسلوب “شيل إيدك من جيبك”!!.
وأخرج الطبيب حسين يداه من جيب البالطو الأبيض!! وسط تعجب وصدمة وحرج!! ولسان حاله يقول “انا طبيب محترم ياخالد بيه مش تلميذ عندك”!!
سيادة المحافظ، لما تتكلم حضرتك بالطريقة ده مع طبيب شاب محترم في أول حياته، ابن ناس ذاكر واجتهد وطفح المر هو وأهله حتي يصلوا به إلى ما وجدته عليه الآن، إذن فلا داعي للتعليم وحرقة الدم وصرف على العيال من لحم الحي. يبقى نفتحله سايبر يلقط رزقه ويعيش ملك زمانه ولا يبقى ملطشة بالشكل المزري ده، والأسم دكتور!!
سيادة المحافظ، عندما شاهدتك ابنتي الصغيرة في الفيديو الذي تتحدث فيه بهذا الأسلوب الغير لائق، اصابها الذهول وقالتلي بالنص “ماما هو ازاي بيكلمه بالطريقة ده وازاي الدكتور يوافقه ويخرّج ايده من جيبه”!! ماما انتي لو مكانه حتشيلي إيدك من جيبك؟؟
وتخيلت نفسي مكانه، ياتري كنت حشيل إيدي من جيبي ولا حرد عليه واقوله “لأ مش شايلها”؟؟
سيادة المحافظ حضرتك اذهلت طفلتي الصغيرة ذات الأثنى عشر ربيعاً، فما بالك بحالة الذهول التي ظهر بها هذا الطبيب امام الكاميرات وسط حرج وتعجب!!
وإذا كنت تستهزأ به ولم تحترمه أمام مرضاه، فكيف لهم أن يحترمونه الآن؟؟
كان الأجدر بك أن تشكره على رضاءه وقبوله للخدمة في هذه الأجواء بدلاً عن إهانته أمام الجميع!!
ألم تعلم بأن النصيحة على الملأ ذم؟؟!! هذا ان كنت فعلاً تنصح لا تسخر!!
يقول الإمام الشافعي:
تعمدني بنصحك في انفرادي ….. وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ….. من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ….. فلا تجزع إذا لم تعط طاعه