اسليدرمقالات واراء

سيادة الرئيس : غاضب منك

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / سعيد الشربينى

معذرة سيادة الرئيس  فأنا ابن الحى الشعبى الذى حكمت عليه الظروف المجتمعية أن يكون له النصيب الاكبر فى تحمل جبروت حكومتكم ويحمل على عاتقه رغم انفه تبعات بناء الوطن عبر العصور . انا ابن الحارة والشارع والمدينة .

انا ابن الفقير والمعدوم وفقير الظهر . انا المواطن المصرى الحقيقى الذى مازال يحفر على جبينه ” انا المصرى ” انا الفرعون . وانا النيل . وانا الماضى والحاضر . انا المواطن والرعية . وانتم الحا كم وانا المحكوم .

فعندما اختص الله سبحانه وتعالى الحاكم . لايختصه من أجل أن يذكرنا دومآ أنه يثنى علينا بما يحققه من انجازات بل هو واجب وطنى يلتزم به كل مواطن اراد له الله أن يكون فى مكانتكم فلا فضل لمواطن على الآخر فى ما يقدمه لبناء الوطن .

بالكمال لله وكلنا مكلفون عندما نكلف بذلك ففالوطن ابقى من الاشخاص ولكن من قدم وبذل الجهد والعرق واتقى الله فى نفسه ووطنه وشعبه وعدل بين الناس تظل سيرته محفورة فى ذاكرة كل مواطن حتى الجنين فى رحم آمه . وهذا من فضل الله تكريمآ وتشريفآ له .

مصداقآ لقول الله عز وجل لايضيع الله آجر من احسن عملآ .

نعم نعلم ويعلم كل مواطن على ارض هذا البلد الكريم بأنك تبنى حضارة مصر فى عصرها الحديث وتحقق من المعجزات التى عجز عن تحقيقها السابقون بل وفى وقت قياسى يعد فى لغة التاريخ سراعآ مع الزمان وكانت لكم الجولة الاولى .

وليس معنى هذا أن نعطيكم صفة الالهة كى نعبدها ونصبح كا لانعام بل اضل سبيلآ فنحن وانت منه شعبآ نقشت على جبينه الحضارات والثقافات واختص الله سبحانه وتعالى ارضه لتكون هى الوعاء لكل ثقافات الارض ونورها .

فلا فضل فى ذلك لأحد على احد فكلنا مصريين نعشق الوطن ونتوارى تحت ثرائه .

نؤمن بعقيدة العزة والشرف والكرامة فأما الموت أو الشهادة .

وحدك لاتستطيع فعل اى شئ ؟ ولا اى شئ ؟ الا عندما تلتف برداء الشعب الذى يبعثكم الدفئ والآمن والآمان ويدفع بكم الى القوة والعزيمة من أجل البناء والاعمار وبدونه لاتستطيع التقدم ولو لخطوة واحدة مهما بلغت قوتكم وقواتكم ومن حولكم والتاريخ خير شاهد فى ذلك .

فهذا الشعب قد عانى الكثير والكثير من أجل أن تظل مصر مرفوعة الرأس بين دول العالم على الرغم من تجبر الحكام السابقين وغبائهم وجشعهم اصحاب الصمم والبكم .

ولكن طيب الشعب وعراقته واصالته كانت لها السبق فى التحمل وطول البال حتى حدث ما تعلمه ويعلمه كل مواطن مصرى عاش تحت وطئة هذا الظلم والتجبر ومازلنا نحصد عواقبه بل ازداد الامر سوءآ .

نعم نحتاج الى بناء الدولة المصرية القوية . ولكن ايضآ نحتاج الى يد رحيمة تبنى وتطعم فى نفس الوقت لايد جرداء لازرع فيها ولا ماء .

نشهد لكم بأنكم ومنذ توليكم مقاليد الحكم بالبلاد بأنكم حققتم نجاحآ لم يسبق له مثيل على مستوى سياستكم الخارجية وانجازآ ملموسآ على مستوى البنية التحتية.

ولكن ايضآ نقولها صراحة ولا نخشى الا الله بأنكم فشلتم وبشكل كبير على مستوى سياستكم الداخلية .

فأنتم من يعلمون بأن هذا الشعب العظيم الذى ساندكم ومازال وسوف يزال يساندكم قد عانى الكثير والكثير حتى تملك الفقر المضجع منه طوال السنوات الطوال التى مرت به .

وانتم من قال قولة المشهورة والتى مازالت تعلق بذهن كل مواطن مصرى على ارض هذا الوطن الحبيب قوله ” ان هذا الشعب العظيم لم يجد من يرفق به . أو يحنوا عليه . “

فتعلقت الامال بكم وودع الشعب الجوع والحرمان ورسم لنفسه هالة من الاحلام التى سرعان ما تبدلت بعدما حصد بنفسه تبعات الاصلاح الاقتصادى المجحف والصعب .

فشعر بكم بقسوة القلب وضيق اليد على الرغم من أنه يعلم بأنكم بناء الاوطان وصناع الحضارة المصرية فى عصرها الحديث .

فالحاكم الذى وصفه الله تعالى فى محكم آياته هو قلب يرحم ويعقل يدرك بأن السيارة لاتسير على الطريق كى تستكمل سفرها الا عندما تقوم بملأها بالبنزين والا سوف تتوقف عن السير مهما بلغتم من قوة أو سلطان.

وهكذا حال الشعب كيف يتثنى له أن يستكمل معكم مسيرة البناء وتحمل هذه الاعباء الاقتصادية القاسية وهو لايملك من حطام الحكام غير قوت الساعات الاولى من يومه وان وجد .

فعلى رأى كاتب فلم ” عبود على الحدود ” فى آفه مضحك وساخر قوله ” كابتن هو كله ضرب ضرب مفيش شتيمه ؟ “

المقصد من هذا الشعب الان يحتاج الى من يحنوا عليه حقآ وليس شعارات وتصريحات تردد عند كل مناسبة فقد وصل به الحال الى بيع فلذات اكباده من أجل البقاء والوجود .

فالسياسة الداخلية وتحقيق مبدأ العدل والمسواة جزءآ لايتجزأ من السياسة الخارجية فمن عدل واصلح فأجره على الله واسقام له الملك . ومن خاب واخفق فلا يلمن الا نفسه وتبقى الاوطان والشعوب وتزول المناصب والسلطان لله
انتم الراعى ونحن الرعية فهل تعدلون ؟

سامحنى فحديثى هذا فضفضة من قلب مواطن مصرى يعشق الوطن كما انتم ويرفق به ويتمنى من يحنوا عليه .

معذرة سيادة الرئيس لاأعرف غير الحق .. المواطن المصرى الآن.

( حمى الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء )

Related Articles

Back to top button