مقالات واراء

سوريا والصراع الدولى

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم محمود سعد
منذ خمس سنوات على المشكلة السورية ولم يحسم الامر الى اى واحد من طرفى النزاع اما المعارضة المسلحة واما للنظام الحاكم وقد ترتب على هذا الصراع الدموى المدعم دوليا واقليميا الى قتل مئات الالاف من الدم السورى وجرح مئات الالاف الاخرى بجانب تشريد ملايين السوريين خارج الارض السورية .

والطرفان المتصارعان فى سوريا كلاهما قد ارتكبا جرما فى حق سوريا الشعب وسوريا الوطن وقد اختلفت اتجاهات ونوايا الدول الاقليمية الرئيسية فى التعامل مع الملف السورى فبالاخذ بالدول المحورية والتى تلعب دور رئيسى فى هذا الملف الخطير واللشائك والحساس .

1- مصر تريد حل سياسيا للملف السورى بعيدا عن النزاعات المسلحة التى تزيد من كثرة الدم السورى وايضا الحل السياسى سيؤدى الى حفظ سوريا من التقسيم .

2-السعودية دخلت مضطرة فى حلبة الصراع فى سوريا مدعمة الحركات المسلحة المناهضة لنظام بشار الاسد لانها تدرك تماما اذا خرج الاسد منتصرا فسيكون هناك تضييق كامل على نفوذ السعودية بالخليج وتهديد نظامها السياسى ووحدة اراضيها نظرا لعلاقة بشار الاسد بايران وتزايد النفوذ والتمدد الشيعى فى منطقة الخليج وفى اليمن ولبنان وهذا يعتبر طوقا محكما على تهديد دول الخليج الست وفى قلبه السعودية .

3-ايران تريد بقا نظام الاسد مع ضعف المؤسسة العسكرية السورية وانشاء حزب الله مسلح فى سوريا على هيئة حزب الله فى لبنان او انصار الحوثى فى اليمن حتى لا يمكن تجاهل ايران فى المستقبل ويبقى لها قدم صدق وكبير داخل سوريا على المستقبل الطويل كما ان ايران تدرك انه فى حالة اذا سقط بشار الاسد فسيؤدى الى تقسيم سوريا وقيام الدولة الكردية المصغرة من اكراد العراق وسوريا وسيكون لهذه الدويلة خطر كبير على الامن القومى الايرانى لانها سيكون لهذه الدويلة امل فى ضم اقليم الكرد الايرانى اليها .

4-روسيا .دخولها فى هذا الصراع لتوسيع نفوذها فى العالم والمنطقة العربية وايضا لتكون رقما صعبا فى المعادلة الدولية لا يمكن تجاهلها كما ايضا يكون لهذا الملف السورى موضع مساومات مع الدول الكبرى فى رفع اليد عن سوريا مقابل زيادة النفوذ الروسى فى منطقة القوقاز ووسط اسيا او استعادة الاتحاد السوفيتى مرة اخرى وهم حلم بوتين الكبير . .

5-الولايات المتحدة الامريكية تتصدر المشهد من منطلق فكرة راسخة عندها انه من يهيمن على الشرق الاوسط فستدوم لها الهيمنة على العالم وقيادته.

6-اما اسرائيل فهى تريد لهذا الصراع الدموى فى سوريا ان يطول على اكبر مدة لكى يتم هدم كل مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسات الامنية والعسكرية السورية لكى تضمن لا تقوم لسوريا قائمة مرة اخرى وتكون مهياة لسحقها مرة اخرى .

7-اما تركيا فالرجل اردغان يتحرك على امل زيادة النفوذ التركى فى المنطقة واظهار تركيا انها قوة اقليمية محورية لا يمكن تجاهلها .
خلاصة الموقف كله .

على مصر والقيادة السياسية المصرية باعتبار مصر دوله محورية ان تسعى جاهدة ومعها امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط باجراء مفاوضات مع كل من الجانب السورى والسعودى للمصالحة بينهما ومحاولة اخراج سوريا من الحضن الايرانى ووضع مصالحة سياسية لكل الاطراف المتصارعة لحل الازمة فى سوريا وخروج نظام الاسد من الحكم واختيار شخصية سورية مستقلة لادارة حكم البلاد لفترة مؤقتة لحين استعادة الامن فى سوريا واستعادة قوى المؤسسات العسكرية والامنية فى سوريا .واتمام مصالحة شاملة بين السوريين

هذا الاتجاه اولا منع تفكيك سوريا والابقاء على وحدتها ايضا قطع احلام كل الدول الكبرى والطامحة بمشروعها فى المنطقة العربية ثم ايضا عمل تقارب عربى عربى .
لا اريد الاطالة اكثر من هذا فالملف كبير وخطير ومترابط بملفات اخرى اقليمية ودوليه .
اسال الله العظيم رب العرش ان يحفظ العالم العربى والاسلامى من كيد الكائدين ومن حقد الحاقدين ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى