يعتبر مجمع سوناطراك اكبر شركة في الجزائر والقلب الحساس للاقتصاد الوطني وتحتل المركز الأول في أفريقيا و حوض البحر الأبيض المتوسط ، و ثاني أكبر مصدر لغاز الطبيعي المسال و غاز النفطي المسال وثالث مصدر للغاز الطبيعي في العالم .
إذ تعاني من سوء تسيير للموارد البشرية رغم تعاقب أكثر من مدير عام والعديد من المديرين التنفيذيين للموارد البشرية إلا أنهم لم يستطيعوا تقديم الحلول الناجعة للقضاء على هروب الكفاءات والحد من النزيف البشري لإطاراتها خاصة في ظل عدم وجود أساليب وطرق للتكوين في الشركة لتمنح مناصب أكثر استقطابا للإطارات، ومواجهة نزيفها نحو الشركات الأجنبية.
فعلى سبيل المثال ما تزال فئة حاملي شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية وشهادة الليسانس (ل م د ) وكذا التقنيين الساميين التي يشكل أفرادها أكثر من نصف عمال المجمع تشن وقفات واحتجاجات وإضرابات عن الطعام منذ أربع سنوات
من اجل إعادة تصنيفهم ضمن فئة الإطارات الجامعية والتي تبدأ بالرتبة 21 حسب السلم المعمول به في الشركة إلا أن المديرية العامة للشركة تلتزم الصمت إزاء ما يحصل وبقى الحال كما هو دون ظهور أي بادرة لفتح أبواب الحوار مع هذه الفئة .
كذلك بالنسبة للعمال الذين واصلوا دراساتهم الجامعية وتحصلوا على شهادات أعلى فلا توجد لدى الشركة أي معايير وسياسات تشجيعية وتحفيزية لمكافئة عمالها من الحائزين على مختلف الشهادات وذلك بترقيتهم إلى رتب تتناسب ومؤهلاتهم الجامعية الجديدة.
كل هذه الأسباب أدت إلى تراكمات و إختلالات على مدى السنوات الماضية مما أدى بغالبية إلى ترك مناصبهم والتوجه نحو الشركات الأجنبية.
وهو ما يستدعي إعادة النظر بشكل كامل في طريقة تسيير الموارد البشرية وتقديم تحفيزات للعمال والإطارات من أصحاب الشهادات الجامعية والتكيف مع مستجدات ومتطلبات المرحلة بما فيها إيجاد إستراتيجية جديدة لتحفيز العمال وحثهم على بدل المزيد من الجهد من خلال ترقيتهم إلى رتب تتناسب ومؤهلاتهم الجامعية التي تحصلوا عليها بعد التوظيف، وجعل المناصب المقترحة أكثر جذبا للإطارات من خلال تحفيزات أكثر عقلانية.