اسليدرمقالات واراء

سلسلة مقالات نقديّة ” الصراع النقدي بين تياري القِدم والحداثة “

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / أ : مُصعب أبوبكر أحمد

ولقد كان لهذا الموقف الرافض المناهض للأدب القديم أسباب وعوامل ، أهمها :
تقدم العلوم تقدماً ملموساً ، فقد عمد المفكرون والباحثون إلى اعادة النظر في المسلمات الموروثة ، وبحثوا عن أسرار الطبيعة ، والفكر والقلب ، واهتدوا إلى أمور كانت مجهولة عن ذي قبل فأحسوا أن موقفهم من القدامى في درجة رفيعة ، وأنهم بلغوا مالم يبلغه أصحاب الصيت من يونان ولاتين . وسار الأدباء في هذا التيار الجديدمكتشفين في أنفسهم كنوزاً جديدة مجهولة لم يهتدِ إليها أحد في غابر الأزمنة .
وقد تركّز هجوم المجددين في تباين ما شاع في الأدب القديم من ضعف ومن أخطاء فادحة – على حسب رأيهم – كما انتقدوا التسليم الأعمى بسلطة السلف وعصمته بلا مبرر .
ومن أهم المدارس التجديديّة التي ظهرت : المدرسة المجردة والرومانسيّة ، المدرسة البرناسية ، المدرسة الواقعيّة ، المدرسة الإنطباعيّة ، المدرسة الرمزيّة ، وغيرها .
هذا وقد أشار” إليوت ” معلقاً على إشكالية التحديث : ( إنه مجرد أسلوب لإضفاء شكل وأهميّة على بانوراما العبث والفوضويّة التي تمثل التاريخ المعاصر… إنه كما أؤمن حقيقة يعد خطوة تهيئة العالم الحديث أمام الفن ) . فهو يرى أن الفن الحديث والعالم المعاصر بينهما خلاف عميق ، كما يرى أن العلاقة بينهما كالعلاقة بين النظام والفوضى ، ونحسب أنه قد غالى فيما ذهب إليه ؛ إذ أن الفن والعالم المعاصر يكملان بعضهما بعضا ؛ فالفن مرآة تعكس ما في العالم من آمال وآلام ، أياً كان هذا العالم – معاصر أم غير معاصر – ونرى كذلك أن الحداثة ينبغي أن تكون نظرة موضوعيّة محايدة للفن كتعبير أو كأسلوب في استخدام اللغة ، ودرجة من الغموض تفوق توقعات القاريء العادي ومشاعره ، وتكون أداة للإبداع الخلّاق ، والرؤى المبتكرة ، وأن تنأى عن اللغط والجدل الذي لا طائل منه ، وألاّ تكون كضبابة تغشى الأرض بالغدوات ولا تلبث أن تنقشع دون أن تترك أثراً أو تأثيراً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى