اسليدرالأدب و الأدباء

سلسلة مقالات نقديّة ” الصراع النقدي بين تياري القِدم والحداثة “

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / أستاذ مصعب أبوبكر أحمد

وقبل الدخول في لُجج هذا الصراع النقدي ، لا بد لنا من التعريف بكلمة ” قديم ” حتى نمهد للتوسع في هذا الصداع النقدي الملتهب . يقول جبور عبد النور : ( القديم الذي مضى على وجوده زمان طويل في مقابل الجديد أو الحديث ) أما فنيّاً فتعني : ( ماينسب إلى عهد سابق من رياش أو نحت أو أدب ) وأدبيّاً : أطلقت على الأدباء القدامى من يونان ولاتين ، وعلى الآثار التي وضعوها ثم توسع المدلول فشمل الأدب المنتمي إلي المدارس الماضية . وإلي الأدب المعاصر الذي يتقيّد به أصحابه بالأساليب السالفة ويجدون فيها نموذجاً صالحاً للأخذ به ، وقد ينجم عن هذا الموقف – شرقاً وغرباً – ظهور معارضة عنيفة برزت في الصراع بين القديم والحديث .
وقد بدأ هذا الصراع في الغرب . وخاصة في ” فرنسا ” ذلك خلال القرن السابع عشر
حيث قام الكتاب المستقلين بالحرية المطلقة في استحياء أدبهم ، ونظروا إلي القدامى على أنهم قليلو الحظ من الذوق ورهافة الحس حتى أن أحدهم قال عن ” هوميروس” أنه منشد جوال محدود الأفق فاقد الخيال … كذلك رأى أن الكاتب الخديث : ( يسعى خلف الأحاسيس بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، وإذا تطرق إلي الموضوع فهو لت يتطرق إليه بإعتباره شيئاً يكرره أو يتردده بل يفتحه ويوسعه ، وقليلا مايستخدم الحكمه ) ، واذا أضطر إليها فهو لا ينظر إليها على أنها شيء يشكله من خلال النفاذ إلي الذات وتدميرها في الأحايين .
إذاً هذا الكاتب يصبح مفعماً بالأعماق أياً كانت : أعماق المدينة ، أو النفس ، أو أحياء ، أو فقراء ، أو أقصى الأحاسيس المبطنة . ويرى الناقد عبد الله أحمد المهنا كذلك أن الحداثة : ( هي ذلك الوعي الجديد لمتغيرات الحياة والمستجدات الحضاريّة ، والإنسلاخ من أغلال الماضي والإنعتاق من هيمنة الأسلاف ) نلحظ أنه دعا إلي التحرر من كل ما له علاقة بالموروث ، وفي قوله هذا غلو ومبالغة ؛ لأننا لا يمكن أن نترك الموروث تماماً ؛ إذ هو يقوم عليه كل ماهو آت ، وقد رأى أن الأسلاف مهيمنون على الأدب ، وقوله فيه شيء من عدم الدقة وفيه غموض وإجحاف… كذلك قال : ( والحداثة مصطلح عسير التحديد مع أنه مرتبط بتعريفات صنعتها ظروف مناسبة غير أنها عرضة للتغير وتعرض لفكرة الحداثة تحولات في المعنى أسرع مما تتعرض لمصطلحات أخرى تماثلها كالرومانسيّة أو الكلاسيكيّة الجديدة ) ونلحظ التناقض الواضح : كيف يكون أن الحداثة مصطلح عسير التحديد وفي ذات السياق هي الإنسلاخ من أغلال الماضي !! إلاّ إذا كان الكاتب يريد أنها يصعب تحديدها في المواضيع المستحدثة في الشعر…

* المعجم الأدبي – جبور عبد النور – اللجنة الأدبية للتعريب
* الحداثة والتحديث في الشعر – عبدالله أحمد المهنا – عالم الفكر

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى