إذا دخلت همزة الإستفهام على همزة القطع المضمومة فلك فيها أربعة أوجه :
ـ أن تهمزهما همزتين مقصورتين نحو : أأعطيك الكتاب .
ـ أو تدخل ألفاً بينهما نحو : آأعطيك الكتاب . بهمزتين ومدة .
ـ أو تقلب همزة القطع واواً مضمومة نحو : أؤعطيك الكتاب . بهمزة مقصورة ، وواواً مضمومة .
ـ أو تقلب همزة القطع واواً مضمومة وتمد همزة الإستفهام نحو : آؤعطيك الكتاب . ومنه قوله تعالى ( قل آؤنبئكم بخير من ذلكم ) ، وقوله تعالى ( آؤنزل عليه الذكر من بيننا ).
أما إذا كانت همزة القطع مكسورة ودخلت عليها همزة الإستفهام فلك فيها أيضاً أربعة أوجه هي :
ـ أن تهمزهما همزتين مقصورتين ، نحو : أإنك مقيم .
ـ أن تجعلهما همزتين ومدة ، نحو : آإنك مقيم .
ـ أن تقلب همزة القطع ياء مكسورة ، نحو : أينك مقيم .
ـ أو تجعلهما همزة مطولة وياء مكسورة ، نحو : آينك مقيم .
ومنه قوله تعالى ( أينك لأنت يوسف ) ، وقوله تعالى ( قل أينكم لتكفرون )، وقد قرئت الآيتان السابقتان ومثلهما على الوجوه السابقة كلها .
وقد تخرج الهمزة عن الإستفهام الحقيقي فترد لمعان كثيرة هي :
ـ تأتي للتسوية : فتقع بعد كلمة سواء أو ما أبالي أو ما أدري ، وعندئذ يمكن تبديل الهمزة بمصدر مؤول يعرب في محل رفع مبتدأ مؤخر . نحو قوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ) ، فقد جاءت همزة التسوية بلفظ الإستفهام ، التقدير : إنذارهم ، ومنه قوله تعالى ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ) .
ـ تأتي للتقريع : وهو توقيف المخاطب على ما يعلم ثبوته ، أو نفيه ، نحو قوله تعالى ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ).
ـ تأتي للتحقيق : كقول جرير * :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
ـ للإنكار الإبطالي : وهذا يقتضي أنَّ ما بعد الهمزة غير واقع ، نحو قوله تعالى ( أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً ).
ـ الإنكار التوبيخي : ويقتضي أن ما بعد الهمزة واقع ، وأن فاعله ملوم نحو قوله تعالى ( أغير الله تدعون ) ، وقوله تعالى ( أتعبدون ما تنحتون )
ـ تأتي للتهديد : نحو قوله تعالى ( ألم نهلك الأولين )
ـ للتنبيه : نحو قوله تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء )
ـ للتعجب : نحو قوله تعالى ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ) ، ومنه قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم )
ـــــــــــــــ
* جرير : هو بن حذيفة الخطفي بن بدر بن كليب بن يربوع التميمي أشعر أهل عصره ، ولد سنة 28 هـ في اليمامة ومات فيها سنة 110 هـ ، أمضى عمره يساجل ويناضل شعراء زمانه ، كان هجاءً مراً فلم يثبت أمامه إلا الفرزدق ، والأخطل ، كان عفيفاً ومن أغزل الناس شعراً ، يكنى بأبي حرزة ، وقد جعله ابن سلام في الطبقة الأولى لفحول شعراء الإسلام ، ويشبه من شعراء الجاهلية بالأعشى .