بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
في قرار صادم للرئيس الامريكي دونالد ترامب ، قرر الاخير فرض رسوم على عدة دول اتهمها باستغلال امريكا لسنوات طويلة . ومن بين الدول المعنية بالامر هناك المغرب .
وقد فرض على المغرب رسوما نسبتها عشرة بالمائة ، ولعلها اقل نسبة فرضها ترامب على دولة عربية لعدة اعتبارات منها تعاون المغرب مع امريكا في عدة مجالات فضلا عن العلاقة الطيبة التي تربطه بعاهل البلاد .
وتعادل هذه النسبة المفروضة على المغرب ، وفق إعلان ترامب، التعريفات المفروضة على البضائع الأمريكية، وهي الأدنى على الإطلاق، وتماثل ما تم فرضه على دول أخرى مثل بريطانيا المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا.
ومع كل هذا يرى الملاحظون ان شظايا الرسوم الأمريكية والسياسة الحمائية الجديدة ستؤثر بكل تاكيد في اقتصاد المملكة ولو بشكل غير مباشر .
حيث انه نظرا لانفتاح الاقتصاد المغربي على السوق الدولي وانخراطه في مسار سلاسل التوريد ومنصات التصنيع العالمية لأجزاء مهمة من السيارات فإن المهنيين ومقاولات هذا القطاع قد يتضررون نسبياً وبشكل محدود وغير مباشر، انطلاقاً من تعاملهم مع كبار الشركات والفاعلين في أوروبا الذين ينطبق عليهم رسم 25 بالمائة”.
جدير بالذكر ان ترامب سبق ان توعد خلال حملته الانتخابية بتوسيع رقعة القيود الجمركية ، وبما قطاع صناعة السيارات يتصدر صادرات المغرب نحو الخارج فالمهنيون متخوفون بهذا الخصوص .
لكن ما يثلج الصدر ان بلدنا لا يصدر سياراته بشكل مباشر للولايات المتحدة الامريكية بل يوجه معظم صادراته من هذا القطاع نحو دول الاتحاد الأوروبي، ومصنعين أوروبيين معروفين، فضلا عن بعض دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط .
خطة ترامب هذه المتمثلة في فرض رسوم على متفاوتة يهدف منها الرئيس الامريكي إلى استعادة قوة التصنيع الأمريكية وتوازن التجارة، لكنها تهدد بتصعيد حرب تجارية عالمية ناشئة ورفع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين في وقت حرج للاقتصاد.
وتمثل هذه السياسة الجديدة، وفق CNN تحولًا جذريًا في السياسة التجارية والاقتصادية العالمية، وتهدف حسب المقال التوضيحي الذي اصدره البيت الابيض بهذا الصدد .
وتجدر الإشارة إلى أن ترامب فرض رسوما جد مرتفعة تصل إلى نسبة خمسين بالمائة على الصين وكوريا الجنوبية والمكسيك فضلا عن الاتحاد الاوربي .
كما فرض على جارتنا الشرقية رسوما لا تقل عن ثلاثين بالمائة ،
و28% على تونس و31% على ليبيا . لكن العلاقات المغربية الامريكية أقوى و امتن لذلك فقد حظيت بادنى نسبة رسوم ، كيف لا والمغرب كانت اول دولة تعترف بامريكا .
خطوة ترامب الأخيرة إن دلت على شيء فإنما تدل على التباين في العلاقات الأمريكية مع دول المغرب العربي، ، وهناك تفاوت ملحوظ في أرقام الرسوم، مما يعكس طبيعة العلاقات السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة وهذه الدول.
معاملة ترامب التفضيلية للمغرب تعود للتعاون المتزايد بين المغرب والولايات المتحدة في مجالات عدة، منها ماهو أمني، وماهو تجاري، فضلًا عن الاتفاقيات الإستراتيجية لعقود مرت . كما أن المغرب يتمتع بعلاقات دبلوماسية قوية ومستقرة مع واشنطن، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على سياسات الرسوم الجمركية.
