لم يعد السرطان هو المرض الخبيث الوحيد فى مجتمعنا، وانما أصبحت التكنولوجيا أيضا مرضا لا يقل خطورة عنه
ونحن جميعا مصابون بالتكنولوجيا، دعك من الهاتف الذى أقبض عليه بين يدى وأنا احادثك، ودعك من ادمانى لجميع استخدامات الهاتف من واتساب وفيسبوك وتويتر وما الى ذلك،
لكن الاعتراف بالحق فضيلة
لم تصبح المشاعر تعنينا كل ما يعنينا أن نحترف استخدام هذه الأشياء وربما لو كان صديقك أمامك لفضلت أن تحادثه على الهاتف بدلا من ان تحادثه وأنت ناظر اليه،
صرنا نجلس مع بعضنا غريبين كل منا فى عالمه الم تفكر ولو للحظة أن صديقك الذى أرسل اليك وجها ضاحكا فى احدى هذه المواقع ربما لا يكون كذلك فعلا
ربما ارتسمت على وجهه لمحة حزن لم تراها أو نظرة يأس افلتت من عينيه أو لحظة ضعف لم تشهدها معه صديقك يكبر وحيدا وأنت لا تشعر انه يخجل من أن يقولك لك اترك هاتفك لنتحدث قليلا انا احتاج اليك
وانت تكبر أيضا ولكن بعقل مغيب كل ماحولك يفوتك وتظن أنك تدركه
الى الان لم أعرف الحكمة فى أن اظل ثلاث ساعات كاملة أخبرك فيها بأنى بخير ألا تصدقنى !
وما ان تتأكد انى كذلك حتى نتجه الى أخبار اليوم
ما شأنى أنا بوالد صديقتنا شروق الذى طلق أمها وتزوج بأم ياسمين صديقتنا أيضا هل أنا المأذون !
ما الذى يدفعنى لتحمل ابن أختك الذى لا يكف عن الصراخ أثناء حديثنا
وما الداعى لأن نتفق على الميعاد الستة وخمسون لنلتقى وبالنهاية لا نتزعزع من منازلنا
ما شأنى أنا بمشاركة منشور تشيرين الى فيه انا وستون أخرين تقولين فيه ” ان الاصدقاء وقت الشدة ”
وأعظم شدة قد مررتى بها هى انحراف خط الايلاينر من فوق عينيك
لماذا لا تكفوا عن ارسال رسائل من قبيل ” ان لم ترسلها الى عشرة أشخاص ستحترق وتعذب وتموت ملفوفا بسلك الشاحن “
وما الداعى لارسال رسالة صوتية تخدعينى فيها بأن على أن أسمع الاغنية الجديدة حتى أجد صريخا وتعذيبا فى أذنى يكاد يفقدنى السمع ويفيق على صوته البيت والجيران
ماهذه المزحة الثقيلة
وبالنهاية لا تفرطوا فى استخدام التكنولوجيا واشغلوا أوقات فراغكم و ..
عذرا يجب أن أنهى المقال حالا لأرد على هاتفى
– ماذا ! والد شروق طلق أم ياسمين وعاد لأم شروق مرة أخرى !