كتب/ رضوان محمد عثمان
في مثل هذا اليوم ٣٠/ من يونيو من العام ١٩٨٩م خرج الي الوجود العميد الركن حينها عمر حسن احمد البشير تاليا بيان الانقلاب العسكري علي الحكومة الديمقراطية المنتخبة حينها برئاسة السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة المعارض حاليا متهما الحكومة حينها بأنها قد ادخلت البلاد في دوامات من المجاعات والفقر ونقص وتردي عام في كل الخدمات.
والان وبعد ان أمضي سيادته ست وعشرون عاما قضاها متربعا أوحدا ومتصرفا في جميع ثروات ومقدرات البلاد لا يزال السودان يتزيل قوائم الدول في كل ما هو ايجابي ويتصدر القوائم في كل ما هو سلبي من أمية وحروب و خلو من البني التحتية.
ومن اعظم المفارقات ان السودان ومنذ استقلاله عام ١٩٥٦م وحتي تقلد البشير للرئاسة كانت ديونه الخارجية حوالي خمسة عشر مليار دولار وكل البني التحتية التي تركها الاستعمار اضافة الي التي انجزتها الحكومات الوطنية تعمل بكفاءة تحسد عليها و بطاقات انتاجية جعلت من السودان قبلة لعدد كبير من الدول.
الان وبعد طيلة هذه المدة وصل السودان مراحل متأخرة جدا من التردي إثر خصخصة وبيع ٩٠٪ من البني التحتية واغلاق اكثر من ٨٨٪ من المصانع و تعطل كامل للخطوط الجوية السودانية و النقل النهري و النقل الميكانيكي بل وصل الامر لبيع خطوط السكة حديد لتجار ((الخردة))!!
عفوا سيادة الرئيس فحينما جئتنا كان السودان الدولة الاولي في تصدير الصمغ العربي طوال ستة عقود وبفضلكم اصبح في المركز الثاني عشر حاليا.
عفوا سيادة الرئيس فحينما جئتنا كان الدولار يساوي١.٨ جنيه سوداني والان يساوي ٩٠٠٠ جنيه.
عفوا سيادة الرئيس فحينما جئتنا كان السودان لا يتلقي اعانات او إغاثات الا حين تدكه احدي الكوارث الطبيعية والان جعلت اقليم سوداني مساحته تعادل مساحة فرنسا وهو من اغني اقاليم السودان يعتمد فقط علي الاعانات والاغاثات (دارفور).
عفوا سيادة الرئيس فحينما جئتنا كانت لدينا ثلاثة جامعات ينافس خريجها كل الجامعات العالمية ولا تفوقها سوي الجامعات البريطانية والان لدينا اكثر من ستون جامعة وشهادات معظمها لا تعترف بها حتي الدول العربية.
عفوا سيادة الرئيس فحينما جئتنا كانت الكباري والطرق المرصوفة علي قلتها تكفي لايصال كل صادرات السودان الي كل انحاء العالم وعلي عهدكم اصبحت ترصف الطرق لتسهيل وصول الوارد لان الصادر اصبح لا يحتاج لطرق، تكفيه طائرة واحدة وباخرة واحدة.
عفوا سيادة الرئيس فلا استطيع ان اتحدث عن ست وعشرون عاما فقط في هذه السطور ولكن اختصارا قلت ان ثورتكم هي ثورة الإنقاذ فليتك لم تنقذنا،،، ليتك تركتنا نغرق في النعيم ولا تنقذنا نحو الجحيم،،،
ملحوظة ،،،،
صدر قبل يومين مرسوم جمهوري يجعل يوم ٢٦ يونيو من كل عام هو اليوم الوطني للسودان!! رغم ان البشير جاء يوم ٣٠ يونيو!!!!