لا احد يختلف علي ان الأسرة تتعرض لرياح عاتية تهز استقرارها خاصة في السنوات الأخيرة على ضوء الفشل في التوافق الأسري بنسب مختلفة ، أما تؤدي إلى مشاكل واضرابات أُسرية أو تنتهي بحالة انفصال ووقوع أبغض الحلال عند الله ، وإستجابة لبعض التحديات بدأنا نري قيام مراكز أجتماعية تقوم على تأهيل المقبلين على الزواج من الشباب وتأكيد قدسية هذا الرباط ، وفي نفس الوقت سمعنا عن دراسات اجتماعية لتخصيص مراكز لتعليم الشباب والشابات كيفية تعزيز الروابط الأسرية وأحترام الحياة الزوجية وحقوق الطرفين على ضوء الهدي الإسلامي وقيم مجتمعنا الأصلية وتعزيز التفاهم والإنسجام وكيفية حل الخلافات قبل تعقدها وبلوغها مرحلة اللا عودة بالطلاق . في الوقت الذي تبذل فيه هذه الجهود ، نواجه أبوابآ واسعة لتحديات خطيرة ، وهي الزواج عبر الإنترنت والذي لا يمت لقواعد الزواج بصله شكلآ ومضمونآ الا انه يمثل شباكآ تغري الشباب والفتيات للوقوع في محاذير هذا الخطر من المغرر بهم ، خاصة الفتيات من جانب ضعاف النفوس الذين لا ضمير لهم ويوقعون في حبائلهم ضحاياهم ، بينما أُسر مثل هؤلاء الفتيات غائبة عن دورها حتي يقع ما يقع . من يقول أن أخطاء التواصل المرئي عبر الإنترنت والمحادثات بدعوي التعارف غير موجودة في بلادنا فهو غير واقعي بل إن بلادنا هي الأكثر تعرضآ لمثل تلك الأخطاء نتيجة إقتحام الانترنت لخصوصيات كثيرة حافظ عليها المجتمع لأزمان طويلة ، وهذا هو خطر الرياح العاتية للعولمة التي تفتت الحصون في نفوس الأجيال بالدرجة الأولى وتخدر الشباب تحت مسميات ودعاوي كثيرة . زواج الانترنت قضية مطروحة علي الساحة وهو نهاية التواصل التي مآلها أزمة شديدة لمستقبل فتاه ظنت أن مثل هذه الوسيلة هي طريقها إلى عش الزوجية ، فالكمبيوتر أصبح في معظم البيوت ، وهو وسيلة تربطهم ويعتبر عالمها وعالمه ، وها هي الإتصالات ستوفر مليون خط دي إس إل بعروض جديدة إلي جانب ما قدمته ، وهذه خطوة جيدة ولكن اسأل الأسرة كيف أستعدت لمثل هذه الأمور وهذا التطور الجديد الذي سيفتح ابواب العالم وما يدور فيه ، ووجود اساليب جديدة للتواصل الاجتماعي بالصوت والصورة ووجود مشاكل كثيرة خلفها عبر الإنترنت . وجود تجاوزات فكرية وأخلاقية فمسألة الزواج عبر الإنترنت امر عجيب وغريب ومؤسف قديمآ كان الزواج يبدأ بمعرفة الأهل وعلي ماذا تربوا ومن والدهم ومن والدتهم وعائلاتهم وصفاتهم وبالتالي يحكمون على الزواج فكانت البيوت مستورة وتقام علي أسس متينة ، اما اليوم فقد دخلت أمور كثيرة وتغيرت أساليب الإختيار وبالتالي المسئولية انتقلت في كثير من الحالات من اختيار الاب والام للشاب نفسه خاصة أننا في عصر مفتوح الفضاء و الثقافات وحتي في الحياة اليومية على غير ما كنا عليه الأسبقون واللاحقون من أجيال متقاربة . شباب اليوم هداهم الله واعانهم علي انفسهم نري أنهم يركبون رؤوسهم ويتمسكون بما يقررون ويعتبرونا قدامي ولا تناسب أفكارنا حياة العصر وطريقتهم ، وبالتالي لاحظنا تزايد الخلافات الزوجية بشكل كبير وأرتفاع نسبة الطلاق وتغيرت المقاييس ، وأصبح الزواج من خلال مواصفات اخري لا تخدم اركان الزواج فى شئ ، لأن الحياة بعد الزواج لا تقوم على تمنيات وامور شكلية وانما علي أسس راسخة يتربي عليها الشاب او الفتاه ومن خلالها يحافظون على البيت والأسرة والأولاد ويتكاتفون معآ في ذلك فما بالنا بهذه العلاقة المسماة بزواج الإنترنت . ومن النظرة الإسلامية في مثل هذا الزواج أنه لا يمت لأركان الزواج الا أنه عالم ملئ بالمغريات فماذا ننتظر من شاب او فتاه يجلس مع جهازه وبخصوصية كبيرة لساعات طويلة ويعرف كيف يتواصل مع تلك المواقع الا أنه يؤثر علي نفسيتهم وأفكارهم وسلوكياتهم وبالتالي قناعاتهم ، وكما يقول المثل الممنوع مرغوب لأنها متداولة من حيث أساليبها بين الكثير من الشباب في احاديثهم ومجالسهم . الآن بوابة الخطر مفتوحة ولا نستطيع الا التوعية مع شئ من المتابعة والنصح وبناء الأجيال علي الهدي الإسلامي السمح الذي فيه تحصين النفس فمثل هذا الزواج ليس فيه من الأركان شئ وقد عانينا ولا زلنا من تيارات زواج المسيار وغيره فما بالنا بزواج الإنترنت الذي ما خفي يكون اخطر وادهي اسأل الله أن يهدي شبابنا سواء السبيل .