كتبت : سناء عبدالله عاودت روسيا ليل الخميس ضرب مواقع في سوريا مؤكدة أنها تستهدف تنظيم داعش في حين يستمر الجدل بشأن أهدافها المعلنة حيث تتهمها دول غربية باستهداف المدنيين والمعارضة المعتدلة
جددت روسيا الخميس لليوم الثاني غارات جديدة في سوريا مؤكدة أنها تسعى إلى ضرب تنظيم داعش في حين يسعى العسكريون الروس والأمريكيون إلى التنسيق لتفادي أي حادث في المجال الجوي السوري
ويلتقي الرئيس الروسي فلادمير بوتين الجمعة بباريس نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند لبحث النزاع السوري ودخول روسيا الجبهة العسكرية فيه مع استمرار الجدل بشأن أهداف سلاح الجو الروسي
في حين تؤكد روسيا أنها تستهدف د اعش وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات الإرهابية تشتبه واشنطن وحلفاؤها في سعي روسيا لنجدة النظام السوري الحليف تحت غطاء محاربة الإرهاب
استمرار الجدل بشأن الضربات الروسية
وفي بياناتها أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت لليوم الثاني على التوالي تنظيم داعش وجاء في البيان دمر الجيش مقر عام لتنظيم داعش ومستودع ذخيرة في إدلب شمال غرب ومركزا لصناعة سيارات مفخخة في شمال منطقة حمص وسط ومعسكرا في حماه وسط ومساء شنت غارات جديدة على التنظيم المتطرف في حماه وإدلب
لكن واشنطن ومجموعات متمردة ومنظمة سورية غير حكومية قالت إن الغارات الروسية تركز على مجموعات متمردة تهدد نظام الرئيس بشار الأسد وليس فقط تنظيم داعش
وردا على ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الأمم المتحدة أن الغارات الروسية تماما مثل ما هي غارات التحالف تستهدف تنظيم داعش وجبهة النصرة وباقي المجموعات الإرهابية
وردا على سؤال بشأن مدى شعور واشنطن بالتناغم مع موسكو بشأن أهداف الغارات قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه هناك تناغم في المفهوم لكننا لم نصل بعد حد ضمان السلامة والأمن وتقاسم المسؤولية
وأعلن عن مباحثات عسكرية روسية أمريكية في الأيام القادمة
وإزاء مفاجأة التحرك الروسي تتعرض الإدارة الأمريكية إلى انتقادات نواب جمهوريين بينهم جون ماكين الذي اتهم روسيا بقصف معارضين سوريين دربتهم وكالة الاستخبارات الأمريكية
وأعلنت مجموعة معارضة مدعومة من الولايات المتحدة هي صقور الجبل أنها تعرضت لصواريخ الطيران الروسي في محافظة إدلب
استهدفت الغارات الروسية الخميس مقرات لجيش الفتح في جسر الشغور وجبل الزاوية في ريف إدلب كما استهدفت مواقع للجماعات المسلحة بينها مقرات ومخازن أسلحة في قرية الحواش عند سفح جبل الزاوية بريف حماة وسط الغربي بحسب مصدر أمني سوري
ويضم جيش الفتح جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا ومجموعات سلفية على غرار أحرار الشام وتخوض هذه المجموعة مواجهات مع قوات النظام السوري وتنظيم داعش
ويشتبه الغربيون في سعي موسكو قبل أي شيء إلى تخفيف ضغط المعارضة عن المناطق الخاضعة للنظام في غرب البلاد ووسطها تحت غطاء محاربة الإرهاب
تحالف غربي مع الأسد
وعلى المستوى الدبلوماسي وزعت روسيا في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لمكافحة الإرهاب يضم النظام السوري إلى تحالف واسع ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة لكن تستبعد الولايات المتحدة وباريس ولندن التعاون مع الأسد
في حين تلاقي واشنطن صعوبة في إيجاد إستراتيجية لتسوية النزاع الذي أوقع أكثر من 240 ألف قتيل ودمر البلاد وتسبب بأزمة هجرة غير مسبوقة منذ أكثر من نصف قرن والقضاء على تنظيم داعش
ويرى محللون أن التدخل العسكري الروسي في النزاع يبعد أكثر الأمل في التوصل إلى حل للازمة في سوريا التي تستخدم كساحة حرب بين إطراف متعددة
ولاحظ الباحث شاشانك جوشي أنه شهدنا في الماضي نزاعات بالغة التعقيد لكن هذه المرة الدول المنخرطة في النزاع السوري قوية جدا كما أن الرهانات أهم