في خطوة تصعيدية جديدة، شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبیو على ضرورة وقف إيران فورًا ونهائيًا لكل أنشطة تخصيب اليورانيوم، وإنهاء برنامج الصواريخ الباليستية، ووقف دعم الجماعات الإرهابية. وأكد روبیو في مقابلة مع “فوكس نيوز” أن هذه الشروط تمثل الطريق الوحيد لتجنب التصعيد العسكري وفتح الباب أمام إيران للانفتاح الاقتصادي.
وأوضح روبیو أن جميع الدول التي تقوم بتخصيب اليورانيوم هي دول تمتلك سلاحًا نوويًا، وأن إصرار إيران على التخصيب رغم ادعائها السلمية “أمر غير مسبوق”. وأضاف أن القدرة التقنية على التخصيب تعني القدرة على الوصول إلى درجة التخصيب العسكرية في أي وقت، وهو ما يشكل تهديدًا للأمن الدولي.
ودعا روبیو النظام الإيراني إلى إعلان إنهاء التخصيب، والاكتفاء باستيراد الوقود النووي، كما تفعل عشرات الدول الأخرى. واعتبر أن هذا الخيار سيمنح إيران فرصة للنمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات، لكنه ربط ذلك بوقف دعم الإرهاب والتخلي عن الصواريخ بعيدة المدى.
وأشار روبیو إلى أن الرئيس ترامب لا يسعى للحرب، لكنه لن يتردد في استخدام القوة العسكرية إذا استمر النظام الإيراني في تحدي المجتمع الدولي. وانتقد الاتفاق النووي السابق، معتبرًا أن منع المفتشين من دخول المواقع العسكرية كان خطأً فادحًا، ودعا إلى فتح كل المنشآت أمام مفتشين دوليين، بمن فيهم الأميركيون.
الجمهوريون في الكونغرس أعلنوا دعمهم الكامل لموقف روبیو، مؤكدين أن سياسة الضغط القصوى هي الخيار الوحيد لمنع إيران من امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض عسكرية. وأكدوا أن السماح لإيران بمواصلة التخصيب يشكل تهديدًا وجوديًا للأمن الإقليمي والدولي.
في ظل هذا التصعيد، يبقى مستقبل الملف النووي الإيراني معلقًا بين تصعيد محتمل وفرصة ضائعة للحل الدبلوماسي، مع استمرار الضغوط الأميركية والدعم الجمهوري لسياسة عدم التساهل مع طهران. ويبدو أن الإدارة الأميركية وضعت خطوطًا حمراء واضحة: لا تخصيب، لا صواريخ، لا دعم للإرهاب… وإلا فإن التصعيد العسكري سيكون الخيار المطروح بقوة.