يقول سبحانه و تعالى ‘ و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ‘ هذا أمر من الله سبحانه و تعالى بعدم الإسراف فى الطعام و الشراب و الإعتدال فيهما فى كل الايام , فما بالكم برمضان ؟ هذا الشهر الكريم الذى فرض الله فيه الصيام على المسلمين و قد شرعه الله لنا لحكمة عظيمه و هى أن يشعر الأغنياء و كل إنسان قادر بمعاناة الفقراء و المعدمين و بهذا نعطف عليهم و نطعمهم و نتصدق عليهم من فضل الله علينا. و لكن الكثيرين قد حولوا هذا الشهر من شهر للعبادات و الطاعات و اقام الصلوات و تلاوة الآيات الى شهر للتبارى بعمل أشهى الأطباق و المأكولات و المشروبات و الحلويات , و إذا ما طالعنا الإحصائيات سنجد ان المصريين ينفقون فى هذا الشهر الكريم على لأكل و الشرب اضعاف ما ينفقونه فى اى شهر آخر , فغالبية ربات البيوت يطهين أكثر من صنف على الإفطار و بكميات أكثر من المعتاد , و يكثر فى هذا الشهر العزومات و التى ما تحتوى موائدها على أصناف لا تعد و لا تحصى لا يتم تناول الا القليل منها و يكون مصير باقى الأكل هو سله القمامه . و رغم أننا فى هذا الشهر نتناول وجبتين فقط و هما الإفطار و السحور , على عكس باقى الايام فهناك ثلاث وجبات , كيف يعقل إذا ان ننفق على وجبتين فى شهر أضعاف ما ننفقه على ثلاث وجبات فى باقى الأشهر الأخرى ! ألا يعد هذا إسرافا فى شهر خصص للصوم و كبح جماح شهواتنا ! و من هذا المنطلق يجب ان نلفت انتباه ربات البيوت إلى الإعتدال فى إعداد المأكولات , و نوجه الاخرين الى الاعتدال فى تناول كميات الطعام إذ أن الإكثار منه مضر جدا بصحتهم خاصه وقت الافطار , فكثرة الطعام تسبب التخمه و بالتالى الكسل عن اداء الصلوات و خاصه صلاة التراويح , و لا يجب ان ننسى جميعا ان هناك فقراء لا يجدون اى طعام ليفطروا به فإن كنا نستطيع ان نجعل كل يوم فى افطارنا طبق زائد و نعطيه لأحد الفقراء فسوف يبارك الله لنا فيما رزقنا و سنكسب ثواب افطار صائم و يكون لنا مثل أجره إن شاء الله . و أخيرا همسه فى أذن كل مسلم قادر على الصيام نقول له فيها أن رمضان شهر نتسابق فيه فى أداء العبادات و ملء صحيفة أعمالنا بالحسنات و ليس شهر للشهوات و ملء بطوننا بالمأكولات و المشروبات .