دراسة حديثة عن التنمر الإلكتروني……. ممنهج….مقصود… مبيت النية
للناشط ضد التنمر الدكتور رمضان عاشور مدرس الصحة النفسية والتربية الخاصة بكلية التربية بجامعة حلوان
تعد ظاهرة التنمر قديمة جدًا، وحتى وقت قريب نسبيًا لم تكن محط إهتمام الباحثين، وقد بدأ الإهتمام بدراسة تلك الظاهرة في الدول الإسكندنافية التي تنبهت إليها وأولتها الإهتمام بالدراسة على يد العالم الكبير أوليوس Olweus (1972)، غير أنه ومنذ عقد الثمانينيات وبداية التسعينيات جذبت قضية التنمر انتباه دول أخرى متقدمة مثل بريطانيا وهولندا وأستراليا وأسكتلندا وإيرلندا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا، وتشير نتائج الدراسات الأجنبية أن نسب إنتشار ظاهرة التنمر بين الأطفال في المدارس في الدول المتقدمة تتراوح ما بين (5-35%)، وفي الدول النامية ما بين (9-56 %). وكنتيجة طبيعية للعصر التكنولوجي، وما واكب ذلك من تطور هائل في وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام وغيرها، ونظرًا للإستخدام السيئ، وعدم وجود رقابة من قبل البعض لهذه التكنولوجيا ظهر التنمر الإلكتروني، الأمر الذي بات يشكل خطر على أبنائنا، ويعرفه الدكتور رمضان عاشور (2016) بأنه إعتداء إلكتروني ممنهج يتم من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة، مقصود، مبيت النية، متكرر، غير مباشر ، يتضمن اختلال التوازن في القوة النفسية والإلكترونية بين المتنمر والضحية، يُقصد به إلحاق الأذى والضرر والإهانة والإزلال للضحية.
لذا هدفت الدراسة إلى إستقصاء البنية العاملية لمقياس ضحايا التنمر الإلكتروني لدى عينة من المراهقين (ن=300)، وأظهرت النتائج التشبع على أربعة عوامل هي: التخفي الالكتروني، المضايقات الإلكترونية، القذف الالكتروني، المطاردة الالكترونية، مما يجعلها إطار مرجعيا خصبًا في مجال التنظير الشامل للتنمر الإلكتروني.
