الأدب و الأدباء

” ركن من الزهور “

احجز مساحتك الاعلانية

..بقلم الهام شرف

شاءت الاقدار أن يهواها ليرى فيها كل ما هو جميل…فهى الحقيقة التى ربما عاشها بإخلاص فى حياته وهى قطرة الندى التى تسقط على الزهرة لتعطيها بريقا فينتشى بجمالها كل من رآها لتجذبه بسحرها…تتوه المعانى فيها حين التعبير عنها…ولكنه بدون ريبة اذا رآها يبتسم وجهه لتدرك هى ما بداخله من مشاعر واحاسيس .
تراقصه الزهور حين ينظر اليها بإمعان شديد وكانها تحادثه ويحادثها لتعلم ما فى قرارة نفسه….هى جزء من حياته فلطالما ارتوت منه واستقت من يده ولطالما كبرت وكثرت على يديه فحياته الورود والزهور لدرجة انه كان يطلق على كل زهرة تطل على الحياة اسما مختلفا بل يليق بها حيث موعد ظهورها التى يترقبه..حسب مكانها وشكلها ولونها.
هو غريب الاطوار…يلازمه الصمت دائما وعيناه الناظرتين الى الحياة فقط.
يضعها فى مخيلته ويتمناها دوما ويحادث نفسه فبأى وقت يلقاها ليبتسم ابتسامة باهتة توحى بوجود الامل داخله وعدم طول الانتظار.
يأتيه الليل بإيحاءاته ليلهمه الأحاسيس فيراها فى منامه طيرا يأتى اليه من السماء ويحمل بيده زهرة بيضاء يتناثر منها زهور اخرى لتتتساقط على كفيه فاذا ما اطبق يده ليأخذ واحدة تبتسم الزهرة البيضاء وتودعه لتختفى هى وكأنها تقصد بها رسالة انها النصيب له اذا لم ينظر الى اخرى…وكأنها تريد منه الا تلهيه الزهرات المتناثرة عنها فيقف حيرانا فى البحث عنها فتنصرف ثم تشير اليه بأنها ستعود.
يغط فى نوم عميق بعدها ولا يتقلب منه يمينا أو يسارا ويتعمد أن يحتضن وسادته ليس شوقا وانما يحتمى بها فهو يخاف الليل ويهابه ابدا حين موعد نومه العميق.
تراه يهرب من الدنيا ويهرب حتى من نفسه أثناء نومه حتى اذا ما ازداد اليه هذا الشعور يحس ويزداد هروبه فكانما تغضب عليه مخلوقات أخرى تريد أن تدخل عليه ليقاومها بكل حدة فيواصل نومه ولا يتحرك بداخله ساكنا.
هى دنيا لا تريح القلوب وإنما تزحزح مافينا عمدا او قصدا أو حتى دون عمد لنرى نفسنا على وجوه مختلفه كل يوم دون الآخر على خلاف.
يغايرنا عشق الذات وربما عشق الجسد وماله من لذات ليتحكم فينا من تصرفات لكي لا نعيش على وتيرة واحدة.
ويل النفس من زمن ومن شخص تعهدت الحياة له الحرمان مما يريد وان كان ما يريد يمتاز ببساطته.
يليق العشق به اذا ما وجده فأحاسيسه تفيض ويأتيه المشاعر من كل حدب وصوب ليوزعها على حديقته الغناء التى تنطق باسم قلبه بعبير رائحتها التى تفيض فى الفضاء ليستنشقها المارة داعين له مسرورين ان يظل قلبه مداوما على الفرح والسرور…وبالتالى يغبطون عليه حيث يخيل اليهم أنه أسعد من فى الوجود.
الحب بداخلنا بحر أصم يتحرم عليه أن يهيج بموجه فنحن فى النهاية صامدون حتى إذا أتانا موجه كأنما يأتينا طوفان من كل مكان لنرتمى بأحضانه بدلا من أن نحتمى منه.
ولكن أين هو ونحن ما زلنا نبحث عن ونتبحر بمعناه فلا نجد له معنى منذ الأزل.هو شخص فيه الكثير من الغرابةوفيه الكثير من الود والحب ما يتعجب منه الاخرون.
هو يعاود حديقته دائما ويرعاهاحتى يخيل لمن يعرفه انه يعيش بكرم دعاها.
الورد والزهور حياته وهو عاشق بالفطرة لهما لدرجة ان اهل البلدة التى يعيش فيها أدمنوا عبير حديقته الغناء بل الضاحكة دائما .
فى صباح الجمعة يوم اجازته الاسبوعيه وكما تعود الاستيقاظ مبكرا ليذهب الى وروده فيلقى عليها التحية والسلام لتزدان فرحا بقدومه اليها وتنحنى اليه فى سرور فيبتسم اليها تعبيرا لرضاه.
فى ركن من الاركان حيث هذه الزهور المتميزه بشكلها ولونها ورائحتها وهو فى طريقه اليها لو نظرت اليها فهى زهور ضاحكة.
ياتى اليها ويحييها لتهتز فرحا بالرغم من تعوده ان يقطف منها بالرغم من ذلك تشتاق لقدومه.
فمن هذا الشخص الذى تعشقه ويعشق الزهور؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
تعود بهذا اليوم ان يقطف سبع زهرات متفتحات بلونهن الناصع اللامع بياضا يتلوهن زهرة حمراء اللون.
يرص هذا الورد باتقان بعلبتين ويتمتم عليهن بلغته المفهومة لهن والوردة الحمراء محمولة بيديه ليخرج من الحديقة قاصدا النهر ليقف على شاطئه بضعا من الوقت ويخيم عليه السكوت والسكون ليقبل وردته الحمراء بشفتيه ويتباكى كانما يبكى عليها ليغمض عينيهويلقى بها فى النهر وهو مغمض العينين فلا يراها ويعود دون النظر خلفه.
أهى قصة عاشق ولهان ام بحياته المجهولة سر غامض.
بعد ذلك تأتيه اقدامه إلى مثوى أمه وأبيه ليقرا على قبرهما الفاتحة وبعض القران ثم يضع على قبر كل منهما علبة ورد التى جهزها بيديه ليودعهم سلاما للقاء القادم.
بينما هو فى طريقه للعوده والخروج من هذا المكان الذى هو موجود فيه بمفره اذ بصوت ينادى باسمه وكأنه يئن فى مناداته ويستنجد به فلا يلتفت يمينا او يسارا للصوت فلطالما اعتاد سماعه كلما أتى لهذا المكان ولربما أدى به الى الحسرة والألم

صورة ‏محمد وجيه‏.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى