ما أروع أن تتقابل الأفكار ، وتتحد الآمال ، وتتخذ من التنوع وسيلة ، لبناء الهدف المنشود .
فاختلافنا هو سبيلنا للتكامل ، وتحقيق النجاح بشكل منضبط مدروس ، مبني على الالتزام بالمهمة المنوطة لكل فرد ، والعمل على اتمامها على أكمل وجه ، باعتبار كل منا لبنة لها دورها لاستكمال البناء ، على أساس قوي متين.
فمن واقع تخصصي في فن المسرح ، هذا التخصص الذي يعد سبيل الإنسانية على مر العصور للتغيير والتنوير والتعمير والبناء ، ليس بناء مادي فحسب وإنما الأهم بناء الإنسان وبناء قدراته ، بالصورة التي تمكنه من تكوين ذكاء روحي ووجداني ، يمكنه من معرفة ماهيته ودوره في الحياة .
ولا تقتصر هذه الرسالة على فئة دون أخرى ، فالمسرح لديه القدرة أن يتناغم مع كافة الفئات مهما اختلفت قدراتها وتنوعت من هنا دار حديثا مع الأستاذ خالد ، الذي منحني شرف التواجد مع حضراتكم ، في هذا اليوم المفعم بالإنسانية .
فتوظيف الفنون باعتبارها وسيلة علاجية ، تمتلك عددا من العناصر المتنوعة ، التي تعمل على ارضاء كافة الأنماط ، ومنحهم الإجادة والإفادة انطلاقا من التعلم خلال اللعب والفرجة والتشويق والامتاع ، فضلا عن توظيف الحواس والمهارات ، بالصورة التي تتناسب مع قدراتها ودرجة ادراكها ، ومن ثم تعمل على تطويرها أو الارتقاء بها .
فالفن السليم شفاء للنفس ، معه نحول الحلم واقع جميل ، نودع الحيرة والعزلة المريرة هو أقوى سبل التهيئة والتعريف والتمهيد ، لاستقبال كل غريب أو جديد , يمنحك القدرة على استنباط الرائع من المشوة ، واكتشاف التشوه الكامن في الرائع .
الفن يمنحك سبل ادراك قدرات وامكانات الآخر، وبالتالي معرفة أكثر الأساليب الملائمة للتوجه له معرفيا وسلوكيا واجتماعيا ، دون تقليل أو تجريح أو توجيه النصيحة بصورة مباشرة .
فكل منا مهما علا شأنه ، يحتاج السند والعون ممن حوله ، وإن تمثل في ابتسامة أو كلمة شكرا .
فمن الواجب علينا تقديم الدعم الواعي النابع من الإيمان الحقيقي تجاه أبنائنا ذوي القدرات الخاصة ، حيث يمتازون بروح ووجدان خاص ، فهم يمتلكون أمورا لا يمتلكها الكثير ممن يطلقون على أنفسهم أسوياء .
دعونا نعمل معهم ولأجلهم ، ليس لمساعدتهم فحسب ، وإنما لمساعدة أنفسنا أن تستعيد انسانيتها .
دعونا نستمد منهم البراءة والنقاء ، الإخلاص والالتزام ، احترام المعلم وتقديره ، الذي غاب للأسف في هذا الزمان ،معهم سندرك الحب الحقيقي ، لمن يمنحهم مجرد الابتسام ، هم فعلا نموذج حقيقي يجسد ماهية الإنسان .
من ذلك على المهتمين بالعمل في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة ، اكسابهم عددا من المهارات ، التي تمكنهم من توظيف الفنون بشكل عام ، وفن المسرح بشكل خاص ، باعتباره وسيلة لتنمية واكساب المهارات الحياتية ، فضلا عن تعديل السلوك ، لذوي الاحتياجات الخاصة ، وفق نوع ودرجة الإعاقة ، بهدف تحقيق التواصل الفعال باعتبار كل منهم فرد متكامل من أفراد المجتمع .
الأمر الذي سيكون له مردودا إيجابيا ، على كافة المجالات التي يتم التوجه لهم خلالها ، فضلا عن الانعكاس الإيجابي على ما مهاراتهم الأدائية المهنية ، التي تحقق لهم الحياة الكريمة التي يستحقونها مستقبلا بأمر الله .