مقالات واراء

رحم الله شهداء الوطن .. وتحيا مصر حرة مستقلة

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / سعيد الشربينى

إن الإرهاب ظاهرة تاريخية ضاربة الجذور في الزمن، وقد عرفتها المجتمعات البشرية
عامة، وإذا كانت هذه الظاهرة في تزايد مطرد بفعل عوامل مختلفة، إلا أنها لم تأخذ منحى واحدا بل شهدت مدا وجزرا في حجمها ونوعها ومضمونها فلم يعرف الإرهاب مفهوما ودلالة واحدة، كما لم تنظر إليه من زاوية واحدة بسبب ما تحكم فيه من شحنات قيمية تارة وأيديولوجية أخرى وسياسية ثالثة، الشيء الذي لا ينفصل عن أسبابه وتأثيراته المختلفة.
وعموما استخدم الإرهاب كمفهوم للدلالة على شكل من أشكال الصراع الذي يعتبر العنف أحد مظاهره للتعبير عنه، والإرهاب يعد من أكثر المفاهيم التي سوقت وبشكل واسع، وأصبح بحد ذاته جزءا من الصراع وكل طرف من أطرافه يتهم خصمه بهذه التهمة –الإرهاب-، بما اكسب المفهوم غموضا وزاد في ضبابيته، فتعددت تعريفاته وتنوعت ويكفي أن نشير إلى أن إحدى الدراسات قد تضمنت 108 تعريفات لهذا المصطلح. أما الإرهابيون فقد تناول الباحثون ما يتراوح من 370-550 منظمة إرهابية تمارس أعمالها اليوم في أكثر من 60 دولة منتشرة في القارات الخمس.
ويعتبر الإرهاب أحد وأخطر مشكلات القرن الحالي، ومن أهم الظواهر التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية في الوقت الحاضر، لما يعكسه من آثار سلبية في سبيل تقدم الأمم وازدهارها، والإرهاب ظاهرة عالمية، ويعتبر مصدرا خطيرا على اقتصاديات الكثير من بلدان العالم، حيث إن تدمير الاقتصاد والدخل الوطني جراء الهجمات الإرهابية سوف يضر باقتصاد الوطن كله. فالإرهاب عدو للتنمية ولا يجتمعان مطلقا، ومن هنا فإن خطر الإرهاب المباشر، يتمثل في ضرب الاقتصاد الوطني الذي هو شريان الحياة للمجتمعات، وعلى سبيل المثال: ضرب المطارات والموانئ أو ضرب السياحة ومنشآت النفط، أو ضرب المساجد والكنائس أو المدارس والقطارات أو الاكمنة الشرطية أو اكمنة القوات المسلحة كما هو الحال فى سيناء ومن ثم تدمير المجتمع كله، وإيقاف عملية التنمية، كما يبرز أثر الإرهاب كذلك على القوى البشرية للدولة، إذ إن الوطن يخسر عددا من أبنائه الذين هم سواعد البناء، وهذه خسارة فادحة في المرتكز التنموي الفاعل كما تتأثر الأسواق المالية بشكل كبير بالأوضاع السياسية والأمنية.
كما أن هذا النوع من الارهاب لايمكن له أن ينجح فى عملياته الا أذا كان هناك قصور بالدولة من الناحية الامنية بعد أن اصبح لازامآ على الدول التى تعانى من خطر الارهاب أن تقوم بعملية تطوير واسعة بأحدث التقنيات والخطط للحد من هذه الظاهرة الخطيرة .
حيث أن الارهاب الان قد عمل على تطوير استراتيجيته بأحدث وسائل التقنية والتى يمكن لها اختراق الاجهزة الامنية المستخدمة والتى تعد من الوسائل التقليدية التى اصبحت لاتتناسب مع الاساليب والفكر والاستراتيجية التى يتبعها الارهابيون فى عملياتهم .
وبالمقارنة للعمليات الارهابية التى تمت منذ عام 2011 وحتى الان سنجد انها فى تطور مستمر ولكن وللأسف الشديد نجد أن الوسائل الامنية المتبعة هى نفس الوسائل والاساليب التى كان قد اتبعها الامن منذ سنوات عديدة دون تحديث أو تغير سواء على مستوى تدريب الافراد أو تأهيلهم أو على مستوى المعدات أو على مستوى الفكر القديم الذى لاتمتلك غيره الاجهزة الامنية فى تعاملها مع الكشف عن العمليات الارهابية قبل حدوثها مما يؤكد القصور الشديد فى الاجهزة الامنية بالدولة والذى بدوره يعرض حياة المواطنين الى الخطر .
فعلى الدولة المصرية أن تسرع بأعادة تأهيل القيادات والافراد والمعدات الامنية وليس عن طريق القمع والتخبط وخلق المشكلات بل عن طريق الدراسة والبحث عن اساليب التطور واختيار القيادات الامنية الواعية التى تمتلك الفكر الجديد والمتطور الذى سيعمل بدوره على الحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها ووأدها فى مهدها والاستغناء عن القيادات التى تتبع فى استراتيجيتها اسليب رد الفعل .
وكفانا نزيف الدماء من ابناء هذا الوطن فنحن جميعآ معنيون بالقضاء على هذه الظاهرة حتى ننعم بالأمن والامان فى وطننا الحبيب ز
( حمى الله مصر وشعبها وزعيمها من كل سوء ورحم الله شهداء الوطن وتحيا مصر حرة مستقلة )
تحريرآ فى 11 / 12 / 2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى