1- قيمة الإصرار على البناء وعدم اليأس:
======================
فمصر تحتاج من الجميع في هذه المرحلة إلى الإصرار على البناء ومحاربة كل عوامل الهدم من أجل أن تعم شمس الحقيقة المكان وتُعْلَى للدولة الأركان، ويسود الأمن والأمان .
يلمح هذا في :
=======
في إصرار النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – على تبليغ دعوته وعدم اليأس فها هو يخرج إلى الطائف وليس معه إلا زيد بن حارثة(1) وهو يعلم أنه قد لا يدخل ثانية إلى مكة – بدليل أنه دخلها في جوار أحد المشركين – ويذهب إلى الطائف ويُقَابَل فيها بالإيذاء حتى دُميت قدماه ” (2) وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى لقد شج في رأسه شجاجاً ” (3) ومع ذلك يزداد الرسول – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – استمساكاً بالحق وعدم اليأس .
فيجب أن نعلم في بلدنا أن الوصول إلى الأهداف العظيمة يحتاج إلى الإصرار والتضحية والبذل وتحمل المعوقات حتى لو دخلنا في تجارب ولم نخرج منها بشيئ كما دخل النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الطائف ولم يخرج بمؤمن واحد(4) من أشرافها أو أهلها(5).
هوامش:
======
1- قال بعض أهل الفضل :واختيار الرسول صلى الله عليه وسلم زيدًا كي يرافقه في رحلته فيه جوانب أمنية، فزيد هو ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتبني، فإذا رآه معه أحد، لا يثير ذلك= =أي نوع من الشك لقوة الصلة بينهما، كما أنه صلى الله عليه وسلم عرف زيدًا عن قرب، فعلم فيه الإخلاص والأمانة والصدق، فهو إذن مأمون الجانب فلا يفشي سرَّا، ويعتمد عليه في الصحبة، وهذا ما ظهر عندما كان يقي النبي صلى الله عليه وسلم الحجارة بنفسه، حتى أصيب بشجاج في رأسه.
2- روى موسى بن عقبة أنه قعد له أهل الطائف صفين على طريقه فلما مر جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعها إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموه ، وزاد سليمان التميمى : أنه صلي الله عليه وسلم كان إذا أذلقته الحجارة ( آلمته ) قعد إلي الأرض فيأخذون بعضديه فيقيمونه ، فإذا مشى رجموه وهم يضحكون راجع كتاب : عيون الاثر في فنون المغازي والشمائل والسير- تأليف : محمد بن عبد الله بن يحي ابن سيد الناس – دار ابن كثير – دمشق – ط الاولى- 1413هـ- جزء الاول – ص 232
3- راجع الطبقات الكبرى – تأليف : محمد بن سعد أبو عبد الله البصر – تحقيق : إحسان عباس – الناشر : دار صادر – بيروت – الطبعة : الأولى – 1968م – ج الاول – ص 212
4- قال ابن سعد في الطبقات :” فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّائِفِ رَاجِعًا إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ مَحْزُونٌ لَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَلاَ امْرَأَةٌ “
5- وإن كان النبي خرج رحلة الطائف في مجملها بإسلام نفر من الجن وعداس رضي الله عنه ،قال العلامة الزرقاني:عداس أسلم عندما أخبره النبي بيونس بن متى فتعجب من ذلك عداس لأن يونس بن متى عليه السلام لم يكن يغرفه أحد من أهل تلك البلاد بل لم يكن معروفا حتى في نينوى يقول عداس : والله لقد خرجت من نينوى وما فيها عشرة يعرفون ما يونس بن متى وعداس معدود في الصحابة وذكر السهيلى : أنه لما أراد عتبة وشيبة الخروج إلي بدر بحائطكما تريدان ، والله ما تقوم له الجبال ، وقيل : إن عداسا قتل ببدر وقيل : لم يقتل بل رجع فمات . راجع كتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية – المطبعة الأرهرية بمصر 1327هـ 1/300،299
لا تنسونا من الدعاء