بقلم : عبده عبدالرازق أبوالعلا كملَ الجمالُ من البحورِ الكاملُ متفاعلن متفاعلن متفاعلُ رثاءُ النفسِ البحر الكامل اني لنفسي قد أراني راثيا وأرى مماتي حين أقبضُ ناديا وأرى بُنيَّ عليا يوماً باكيا ويعيدُ قولاً كان مني واعيا حينَ المماتِ وأن أكونَ مصليا ويكونَ ربي غافراً لي ذنبيا إذ بالثباتِ أقولُ حقاً أشهدُ فأرى الملائكَ قدْ تُعَطِرُ مائيا فَيُصَبَ فوقيَّ إذ أكونُ مُمدداً فوقَ الخِشابِ مغسلاً فمناديا ادْعو الهيَّ هل يكونَ براحمٍ نفساً تثاقلَ ذنبها متعديا قد كنتُ سابقَ غافلاً متساهلا لا أدري يوميَّ أنْ سيأتيَّ عاديا إذ جاءَ يعدو كالبراقِ مُخليّاً بيني وبينِه طائعاً فمؤديا لا لومُ إلا فوقَ رأسِ مُكَبْكَبٌ فأنا المُصِرُ ولستُ إلا ماضيا فقد انتبهتُ ولستُ أدري نائباً عني بقولٍ أو أراه مواليا لا ليس ينفعني سواكَ إلهيَّ ودعاءَ ليلي حين كنتُ مناديا وانْبَتَّ فعلي غيرَ أني تاركٌ ولدي فأطمعَ أن يُخفِفَ ما بيا وعلمتُ عِلماً قد نشرتُه عامداً واللهَ أسألَ أن يُعدَ أماميا أوصي بخيراتٍ تُعدُ الجارية عند الإلهِ فقدْ تركتُكَ ماليا وأرى المغسلَ قدْ أتته قماشةً بيضاءَ قِطَعٌ كي أُكَفَنَ زاهيا حتى انتهى وأتى بنعشٍ يُحْمَلُ فوق الرقابِ ولن ترَوّنيَّ باقيا إذ بالصلاةِ تقامُ نحوي بمسجدٍ تدعونَ لي بخلاصِ نيةَ داعيا يا ليت جسمي لم تنوؤا بحملهِ وقتَاً يطولُ إلى المقابرِ ثاويا أُدْخِلتَ قبريَّ كي أحاسبَ مرةً بسؤالِي أسئلةً فقلتُ جوابيا ملكانِ مِنْ عندِ الإلهِ بمَقرَبٍ مني فقالا منْ عبدتَه خاليا فأقولُ ربي خالقي ومحاسبي كانَ الغفورُ وبالإثابةِ قاضيا سألاني عن ديني وكلِ عبادتي فأجبتُ إسلاماً رأيتُ مَسَارِيا سألاني من كان النبيُّ محمدٌ فأجبتُ حقاً للنفوسِ مداويا صلوا عليه عبادَ ربيَّ ما بكم نَفَسٌ يُعودُ ترونَ خيراً شافيا فالقبرُ جُهِزَ والترابَ وسادةً ستزادُ مني حينَ تُبلى عظاميا والدودُ ينشأ باللحومِ فطاعمٍ جسدي المكفنِ إذ أراه معاديا فالروحُ تبقى في الترابِ وحيدةً تهوى أنيساً في القبورِ مداويا أين الصحابِ يسامرون مسائيَّ أم أنهم عَدّوُا القبورَ سواسيا أين النهارِ وأين دفء شموسنا؟ أنا لم أجدْ غيرَ الظلامِ لياليا ولدي أتنسى أني كنتُ موالياً لك في أمورِكَ سابقاً فمؤديا إني أطالبُك النهارَ تَصَدَّقُ تصلُ القبورَ تُزيلُ عني عواتيا وبدعوةٍ بالليلِ أرقبُ فيضَها من خيرِ ربي راحماً بيَّ لاقيا أدعوكَ تقوى اللهِ أنت مُرَاقَبٌ وتراكَ عينُ اللهِ حياً باقيا أرضِ الإلهَ لعلَ فعلُكَ واصلٌ لي عندَ ربِكَ بل وكن ليَّ داعيا وأمر بخيرٍ فالصلاحُ محببٌ للنفسِ برٌ يبني صرحاً واقيا أُوصيكَ أمكَ وهي خيرُ مراحمٍ تسعى إليها كي تُعيدَ عطائيا وكتابُ ربكَ لا تدعه بمعزلٍ اتلُ الكتابَ وكن لهديهِ آتيا واعملْ بآياتِ الكتابِ فإنه قولُ الإلهِ وكان فيه دوائيا وانأ بنفسك عن مقالٍ فاسدٍ واحرص على نهجٍ رأيتُه ساميا نهجُ الرسولِ محمدٍ خيرُ الورى فتراه نوراً في الحياةِ وهاديا