كتبت / رانيا عادل
قال الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر: إن الاحتفال بالمولد النبوى ليس بممارسة الطقوس المتبعة فى المجتمع، وإنما بالعبادة والاقتداء بسنته، موضحا أن الاحتفال بمولد رسول الله مُجاز شرعاً وإنما حرمه أهل الجفاء وأنكره من لم يعرف حقيقة الدين، فالمادح والمردد والمحب مأجور، وينبغى أن تكون المحبة بالفعل ليس بالقول فقط فإن المحبة فى الأصل اتباع، وليس أبيات وقصائد.
من جانبه أكد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى عضو هيئة كبار العلماء – نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر – أن المولد النبوى يعد ذكرى لا تقارن بها الذكريات، وأن حلاوة المولد إنما تأتى من استشعار محبته – صلى الله عليه وسلم – والإحساس بفضله على الأمة الإسلامية بل على الإنسانية كلها.
جاء ذلك خلال احتفال الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، اليوم الثلاثاء، بذكرى المولد النبوى بعنوان «ذكر المولد الشريف فاتحة أمل ونور»، بقاعة الشيخ زايد بجامعة الازهر بالقاهرة.
وأشار القوصى إلى أن الطقوس التى كانت معهودة فى مصر من الاحتفال بمولده الشريف من قراءة بردة المديح وقراءة فى سيرته العطرة، فهى كلها من مظاهر الفرح به صلى الله عليه وسلم، وهو أمر مطلوب شرعاً وعرفاً، ولا يستطيع قلب محب متعلق بالله ورسوله أن ينكره، مشيراً إلى أن التطرف والنزاع إنما نشأ عن الجفاء الذى حصل فى قلوب البعض بسبب بعدهم عن الفرح به صلى الله عليه وسلم.
وأوضح د. جمال فاروق عميد كلية الدعوة أن بعض الناس يظن أن المحبة هى الاتباع شكلًا فقد يوجد الاتباع والامتثال دون المحبة فإذا ما أثمرت المحبة اتباعاً كان هذا الاتباع نورا وهداية لنا فى جميع سلوكنا وتصرفاتنا ومظهر رحمة وخير ونهضة للأمة، مؤكداً أن الاتباع الظاهرى الجاف يولد التشدد والتطرف ويعتبر عاملا من عوامل الشقاق والنزاع التى ابتليت بها الأمة اليوم.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، إن النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – قد احتفل بمولده حين صام يوم الاثنين، فسأله أصحابه: لم تصوم؟ فقال: ذاك يوم ولدتُ فيه.
ومعالم السيرة النبوية كلها توضح مدى المحبة التى كان عليها أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا يجب على كل مسلم أن يعتنى بذكراه صلى الله عليه وسلم، وأن يمعن النظر فى سيرته الشريفة، وأن يعمل على الاقتداء به، والاتباع الكامل لسنته المطهرة.
و قد تخلل فقرات الحفل فقرات إنشادية ومديح فى رسول الله أداها طلاب الجامعة من المصريين والوافدين.
