التقارير والتحقيقات

رئيس تحرير جريدة الأمة العربية يتحدث عن فقد الهوية وأثره على السلوك

احجز مساحتك الاعلانية

13335516_611689832319510_2477057080115416925_n

بقلم \ الكاتب و المفكر خالد محمود عبد اللطيف
رئيس تحرير جريدة الأمة العربية ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي

مما لاشك فيه أن الهُوِيَّة تعد بمكوناتها من المُؤثرات في سمات الشَّخصيَّة؛ فهي تعريف لصاحبها فكرًا وثقافة وأسلوبَ حياة، فإذا كانت الهُويَّة واضحة مُستقرة، اكتسبت الثَّبات والرسوخ، وإذا كانت مُضطربة ومُتناقضة، جعلته يُعاني انحلالاً وتميُّعًا في عقيدته وأخلاقه وسُلُوكه؛ فالهُويَّة هي التي تحفظ سياج الشَّخصية، وبدونها يتحوَّل الإنسان إلى كائن تافهٍ تابعٍ مُقلّد، وفي شبابنا اليوم مَن تتسم هُويته بالفوضى والارتباك والقَلَق؛ بسبب التَّقليد الأعمى لليهود والنَّصارى والتَّشبُّه بهم؛ فقد أقسم رسول الله – صلَّى الله عليه وسلم – بقوله: ((لتَتَّبعن سنن من كان قبلكم حذو القُذَّة بالقُذَّة، حتَّى لو دخلوا جُحر ضبِّ لدخلتموه))
وتعدُّ وسائل التِّقْنية الحديثة والمعلوماتيَّة والإعلام بِمختلف أنواعه – منْ أهم وسائل الأعداء في طمس هُوية الشَّاب المسلم ومَسخها، بما تَملكه من وسائل إعلام وتضليل: من فضائيَّات وإنترنت، وصُحُف ومَجلات، ووكالات أنباء وغيرها، إضافة إلى ما تحمله من عوامل إباحيَّة وتغريب تُسيء إلى المرأة المُسلمة، وما العولمة إلاَّ أداة فاعلة لتغريب العالم واستعماره بقُوة، تحت مظلَّة الانفتاح وتحقيق ما سمَّوه بالقرية الكونيَّة؛ فقد بان أَثَرُ العولمة على الأجيال المُسلمة، من صغار وكبار، ومُراهقين وشباب وشابَّات، تَمثَّلت خُطُورتها في إضعاف العقيدة والقيم والعادات والأخلاق لدى شَبابِنا؛ فمُعظم البَرامج التي تبثُّ بواسطة إعلامنا – نِصفُها مأخوذٌ من الإعلام الغربي – تعتمدُ على الجريمة والاغتصاب، والقتل والإباحيَّة، وإثارة الشَّهوات؛ حيثُ أصبحت كلُّها مُوجهة لخدمة الغرب والأعداء، وتعتمد كذلك على الإبْهار والإعجاب بما لدى الغَرْب، هذه البرامج خلَّفت هزَّات عنيفة في نفسيَّة الطِّفل والمُراهق والشَّاب؛ فَفَقَدَ هويته، ولم يجد تجاه هذا الزَّخْم الفضائي إلاَّ أن يتفاعل ويتقمَّص ويقلد شخصيات أبطال هذه البرامج والمسلسلات؛ لاعتقاده حَسَبَ خبراته المحدودة أنَّ ما يشاهده هو الصحيح.
ونحن نتساءل بكُلِّ صدق: ما واقع شبابنا بعد أنْ يشاهدوا هذه البرامج: (برنامج سوبر ستار، وستار أكاديمي، أو مُسلسلات تركيَّة أو مكسيكية مدبلجة)؟

والسؤال الذي نطرحه أيضًا على كلِّ شاب مُسلم: هل هذه البَرامج المُفرطة في اللَّهو برامج يُقصد منها التَّرفيه والتسلية فحسب، أو يكْمُن وراءها مُخطط يعمل على إبعاد المُسلم عن قضايا أمَّته ووطنه؟

والذي يقرأ واقعَ الشَّباب في العالم الإسلامي والعربي يَرَى تأثيرها على السُّلوك والأخلاق، والزِّي والعادات، واتِّباع الموضة الغربيَّة حدًّا وَصَلَ إلى الهَوَس والتَّقديس لها، فلم يعُد غريبًا أن ترى شبابًا ومراهقين تخلَّوا عن هويتهم، بملاحقة ركاب الموضة الغربية باسم “التَّقدم والعصرية”، همه الأوَّل التَّميُّع والتزين.

أنتم ترون “الموضة” كيف تلاعبت بعُقُول وأجساد مَن يتبعهم، يُشكلونهم كيفما يشاؤون، تارة يجعلون الرَّجل أنثى، وتارة يجعلون الأنثى حشرة؛ مِمَّا سهل مُهمة مُصدِّري الموضة في سلخ من يتبعهم عن دينه وقِيَمه ومبادئه وأخلاقه النَّبيلة، فلا تستغربْ أن ترى شبابًا قد وضعوا الأقراط في آذانِهم، والحلي في مَعاصمهم وأعناقهم، وكشفوا عن عوراتِهم، وتفنَّنوا في حلاقة شُعُورهم، وفي ألوان ملابسهم؛ إنَّها الموضة، ولا تُمانع الفتاة في التَّعري وإظهار مَفاتن جسدها، مع شيء من التَّميُّع باسم الموضة، والاستسلام والانقياد لتنوُّعها دون حُدُود أو قيود، وما ذاك إلا لفقد الهوية الإسلاميَّة

Related Articles

Back to top button