متبعة – رياض حجازي
اثنان وتسعون عاما مضت منذ غربت شمس الثالث من مارس عام 1924م، وغربت معها شمس دولة الخلافة الإسلامية. بالتأكيد كانت آخر ساعات هذا اليوم عصيبة على الخليفة العثماني عبد المجيد الثاني، مرت وكأنها دهر ..
هل جال بذهن عبد المجيد حينها رحلة الخلافة منذ حمل الصدّيق على عاتقه مسئولية استكمال بناء دولة المدينة وحتى آخر لحظات بني عثمان في قصر دولمة بهجة؟ بالتأكيد، مرت في مخيلته ذكريات أكثر من ثلاثة عشر قرنا انتقلت فيهم الخلافة من مدينة إلى مدينة ومن عُصْبة إلى أخرى، حروب الردة في عهد أبي بكر، فتوحات الشام والعراق، فتنة عثمان، دولة المروانيين في دمشق، أندلس الوليد بن عبد الملك، صقر قريش والناصر والمنصور بن بني عامر، العباسيين ..
خطاياهم ومناقبهم، ثبات ابن حنبل وفساد العلقمي، حطين وعين جالوت، يوسف المشرق الأيوبي ويوسف المغرب ابن تاشفين، بغداد المنصور وقاهرة المماليك وغرناطة بنو الأحمر، الفاتح وحلم القسطنطينية الذي صار حقيقة، فتوحات القانوني وقطار عبد الحميد الثاني …
طريق طويل مشاه المسلمون بعد وفاة رسول الله – عليه الصلاة والسلام – ما بين خلافة راشدة وملك عضوض ثم جبري، لكن حلم عودة الخلافة على منهاج النبوة لم يبارحهم حتى بعد زوال ملك بني عثمان وسقوط أطول دولة في تاريخ العالم ..
دولة الخلافة الإسلامية.
طريق طويل زانته الإنجازات لكنه لم يخل من انتكاسات وزلات، انتكاسات لم تعكر صفو الرحلة ولم تنقص من قدر الإسلام أو حضارته. لذلك ومع حلول ذكرى أفول دولة الخلافة وتفرق المسلمين من بعدها وتشتتهم،
نصحبكم في رحلة قصيرة في كواليس التاريخ نستعرض فيها بعض من نفحات هذه الدولة المجيدة ..
سيروا معنا غدا – بإذن الله – في طريق الخلافة .
المصدر
ذكرى سقوط الخلافة
تاريخ اسلامي