اسليدرعالم الفنمشاهير الفن

ذكرى رحيل الفنان محمود المليجى

كتب : أحمد عبدالرحيم

ذكرى رحيل الفنان القدير محمود المليجىأحد علامات السينما المصرية ومن أبرز نجومها ومن أفضل من جسد أدوار الشر ، فقد تميز فى أداءه شكلاً وموضوعاً ، وشارك على مدار عمره الفنى الذى إمتد إلى أكثر من خمسون عاماً فى أكثر من 500 عمل فنى ما بين المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة ، وتنوعت أدواره وإن كان معظمها فى أدوار الشر لكنه كان خجولاً طيب القلب وتزوج من الفنانة علوية جميل عام 1939 وإستمر زواجهما حتى وفاته فى 6 يونيو عام 1983 أثناء تصوير فيلم ” أيوب ” مع الفنان عمر الشريف .

الفنان محمود المليجى وزوجته الفنانة علوية جميل
المليجى من مواليد 1910 فى حي المغربلين بمصر القديمة بمحافظة القاهرة وهو واحد من أقدم وأشهر الأحياء المصرية الشعبية القديمة ، حيث نشأ محمود المليجي نشأة شعبية ، وحتي بعد أن انتقل محمود المليجي مع أسرته إلي حي الحلمية وهي الفترة التي حصل فيها علي الشهادة الإبتدائية، ثم أكمل دراسته الثانوية في المدرسة الخديوية في الوقت الذي كانت المدرسة الخديوية تشجع الفن والتمثيل واكتشاف الهوايات والمواهب حيث كان السيد لبيب الكرواني هو مدير المدرسة الخديوية والتي التحق بها الفنان القدير الراحل محمود المليجي ليلتحق أيضاً بفريق التمثيل بالمدرسة ليتتلمذ محمود المليجي علي أيدي عمالقة المسرح ومؤسسي السينما المصرية ومنهم جورج أبيض وفتوح نشاطي وأحمد علام وعزيز عيد وغيرهم الكثير من كبار الفنانين الذين إستعان بهم مدير المدرسة لتدريب فريق التمثيل.

المليجى وسمعة من زمن الفن الجميل
وأثناء أحد عروض فرقة التمثيل المسرحي بالمدرسة لأحد عروضها المسرحية شاهدت الفنانة فاطمة رشدي ذلك التلميذ محمود المليجي يؤدي دور ميكلوبين في مسرحية الذهب والذي أبهرها أداؤه المسرحي وحضوره الطاغي فأرسلت له تهنئة بعد إنتهاء العرض ودعته لزيارة مسرحها كما عرضت عليه أن يعمل في فرقتها المسرحية بمرتب شهري قدره أربعة جنيهات مصرية ، وبالفعل قبل الفنان الراحل محمود المليجي ذلك العرض المغري وترك دراسته في المدرسة الخديوية لأنه لم يستطع التوفيق بين الدراسة وبين عمله في المسرح ذلك العشق الذي إستهواه حتي النهاية.

الثنائى الجميل المليجى وفريد شوقى
فقد قدم الفنان القدير الراحل محمود المليجي مع الفنانة فاطمة رشدي العديد من الأعمال المسرحية المتميزة ومنها دور زياد في مسرحية مجنون ليلي ، ثم إنضم لفرقة رمسيس مع أستاذه عزيز عيد والفنان يوسف وهبى ومنها إختاره المخرج إبراهيم لاما مع أنور وجدى من فرقة رمسيس للمشاركة فى الفيلم الصامت قبلة فى الصحراء فى عام 1927 وعمره كان 17 و بعد خمس سنوات قضاها فى المسرح مع فرقة رمسيس شارك مرة أخرى للسينما فى فيلم الزواج من إنتاج وإخراج فاطمة رشدي في عام 1932 ، ثم فيلم وداد عام 1936 مع أم كلثوم ليستدعيه بعدها مرة أخرى إبراهيم لاما ليقدمه فى فيلم قيس وليلى عام 1939 مع نجمة فرقة رمسيس الفنانة أمينة رزق وفى نفس العام شارك فى فيلم فى ليلة ممطرة مع فنان الشعب يوسف وهبى لتتوالى الأدوار مع العملاق محمود المليجى فى السينما حتى شارك فى 384 فيلم فى الثلاثينيات سبعة أفلام وحوالى 50 فيلم فى فترة الأربعينيات وهى الفترة التى شهدت مشاركته لمعظم نجوم السينما ولم يكن يشترك البطولة ولكن دائماً كانت ادواره مهمة ومؤثرة فى العمل وفى فترة الخمسينيات شارك فى أكثر من عمل منهم أفلام قام بإنتاجها وتأليفها مثل المبروك وسجين أبو زعبل وإنتاج فيلم عواطف وفى الستينيات شارك فى 58 عمل وفى السبعينيات 90 عمل وفى الثمينيات شارك فى 29 عمل كلها أعمال تراثية خالدة فى وجدان محبى الفن المصرى والعربى.

من كواليس مسرح إسماعيل يس المليجى وسمعه والإبيارى وإستيفان
ولا ننسى المليجى فى المسرح الذى بدأ حياته الفنية من خلالها ومن أعماله المسجلة تلفزيونياً مع فرقة الفنان إسماعيل يس مسرحية كل الرجالة كده وشارك المليجى فى فرقة إسماعيل فى 50 مسرحية معظمهاً نسخ صوتية من تسجيل الإذاعة المصرية أما من مسرحياته الأخرى الشهيرة وإنتهى الدرس يا غبى وغراميات عفيفى والحرافيش وفى التلفزيون قدم لنا أعمالاً بارزة منها مسلسل القط الإسود والسجين الهارب ومفتش مباحث والإنتقام وبعد العذاب والعنكبوت والعصابة وبنك القلق والقضبان ومارد الجبل والأفعى والأيام وبرج الحظ والكثير من الأعمال الإذاعية منها الحب القاتل وللحب أجنحة ورحلة إلى كوكب السعادة وإنت اللى قلتلت بابايا والشاطر عوكل والأرملة العذراء ورجالة بلدنا وقلوب للبيع .

من أروع أفلام الفنان محمود المليجى فيلم الأرض
ويعتبر المخرج يوسف شاهين أكثر مخرج إستثمر الطاقات التمثيلية العملاقة لدى الفنان القديرمحمود المليجى، وكسر فكرة الممثل المتخصص في أدوار الشر والممثل المتخصص في الأدوار الخيرة والمتخصص في الكوميديا، رغم أن المليجي كانت لديه طاقات جبارة ومتنوعة لم يستثمرها مخرجون آخرون وحصروا المليجي في أدوار الشر رغم أن براعته أهلته للكثيرمن الأدوار الخيرة والمركبة بل والكوميدية أيضا منها ومع يوسف شاهين شارك في أفلام جميلة بو حريد، والاختيار، والعصفور، وعودة الابن الضال، وإسكندرية ليه، وحدوتة مصرية وفيلم الأرض الذي تألق فيه المليجي، والذي رأي فيه جمهورالسينما المليجي فلاحا بعدما اعتادوه ممثلا بالبدلة الرسمية أو بجلباب المعلمين والفتوات وأري أن المليجي ممثل لامثيل له في العالم وأنه ممثل متفرد شكلا وموضوعا وأداءاً وكـان إنساناً مع زملائه الفنانين، وأباً روحياً لهم، ورمزاً للعـطاء والبـذل والصمود أمام كـل تيـارات الفن الرخيص .

المليجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى