كعادتها تذهب إلى عملها في إحدى الكافتيريات بمستشفى القصر العيني، للإنفاق على نفسها ووالدتها التي تقيم معها في منطقة المنيب غرب محافظة الجيزة.
تتحرك في مواعيد ثابتة من المنزل إلى العمل وتعود من الطريق نفسه تستقل “توك توك” من أمام منزلها بشارع “متولي الشعراوي”، لتوصيلها إلى محطة مترو المنيب وبعد ذلك تستقل المترو إلى محطة التحرير لكي تصل إلى عملها، إلا أن تغيير هذا “الروتين” اليومي، أمس، كان السبب وراء اغتصابها، وفقا لما روته سمر للشرطة.
– المحفظة ضاعت:
أمس، لم يكن يوما عاديا في حياة سمر (25 عاما)، المطلقة، والمقيمة مع والدتها فقط، فبعد أن أنهت عملها في تمام الساعة الثامنة، وفقا لأقوالها في محضر الشرطة، وتوجهت إلى محطة المترو، ثم استقلت “توك توك” لتوصيلها إلى شقتها، وعقب وصولها فوجئت بفقدانها “حافظة النقود التي تحتوي على مبلغ 500 جنيه” في “التوك التوك”، وفقا للمحضر. وقررت، خلال دقائق، الرجوع إلى “الموقف” للبحث عن حافظة نقودها التي تحتوي على مصروفات الشهر والبطاقة الشخصية، دون أن تعلم أن كسر “روتينها” اليومي سيكون السبب وراء جريمة اغتصابها.
– جريمة اغتصاب:
وصلت سمر إلى الموقف وكانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة والنصف مساءً، بحسب المحضر، وأثناء وقوفها مع أحد سائقي “التوك توك” لمساعدتها، تدخل شاب في العقد الثاني من عمره وقال لها: “أنا الحسيني يعني سيطرة في الموفق كله وأنا هساعدك”، وفقا لأقوال الضحية، وأجرى اتصالا هاتفيا بـ”اثنين آخرين”، حضرا خلال ربع الساعة مستقلين “توك توك”، وركبت معهم سمر للبحث عن السائق الذي نقلها إلى منزلها لعلها تجد حافظة نقودها.
وتروي سمر في المحضر: “انحرف الثلاثة بالتوك توك إلى منطقة زراعية وأخرج أحدهم (سلاح أبيض) مطواة ووضعها على رقبتي وقال لي لو اتكلمتي هنقتلك”، وأخرجوها بالإكره، وكتّفوا أيديها، وبدأ الثلاثة يتناوبون اغتصاب في “عشه” لمدة ساعتين تحت تهديد السلاح، وفقا لمحضر الشرطة، وتركوها في حالة إعياء وفروا هاربين.
– اعتراف:
عقب مرور 3 ساعات من واقعة الاغتصاب تمكنت الضحية من الاتصال بأحد أقاربها، الذي حضر لها إلى مكان الواقعة، وتوجهت عقب ذلك إلى قسم شرطة الجيزة، وتقابلت هناك مع المقدم مصطفي كمال رئيس مباحث قسم الجيزة، وشرحت له تفاصيل الواقعة، وأدلت باوصاف المتهمين الثلاثة، وعلى الفور أخطر المقدم مصطفي كمال، اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، وأمر بتشكيل فريق بحث وتحر لكشف وضبط المتهمين وكشف غموض الواقعة.
وانطلقت مأمورية ضمت كل من العقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم هشام بهجت وكيل فرقة الغرب، إلى المواقف وبدأت القوات في فحص عدد من السائقين والمشتبه فيهم.
وتوصلت تحريات المباحث، بعد قرابة ساعة، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة 3 أشخاص هم “الحسيني (27 عاما) بائع، ومصطفى (19 عاما) نقاش، ومحمود (25 عاما) عاطل”، وبتقنين الإجراءات وتكثيف التحريات تمكنت القوات من ضبط الثلاثة، لمناقشتهم في الاتهامات المنسوبة إليهم بمواقعة الضحية جنسيا بالإكراه، ومثل المتهمين الثلاثة أمام اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، واعترفوا بتفاصيل الواقعة.
– “دول اللي اغتصبوني”:
وعقب تسجيل اعتراف المتهمين الثلاثة، أجرت القوات مواجهة بين الضحية والمتهمين الثلاثة للتعرف عليهم، وقالت سمر للشرطة: “أيوه يا باشا هما دول اللي اغتصبوني، منهم لله، ربنا ينتقم منهم، أنا عايزة اشوفهم وهم في المشنقة”. وجرى التحفظ على المتهمين، وأُخطر المستشار المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وباشر التحقيقات رئيس نيابة قسم الجيزة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، ولاتزال التحقيقات مستمرة.