اسليدرمقالات واراء

“د. وسيم السيسي” أنا الحوصلة المرارية .. أتحدث إليكم!

متابعة : عادل شلبي

تقوَّلتم علىَّ أنى سبب المرار فى حياتكم، كما ادعيتم أنى اتفقعت داخلكم من أعمالكم، كما اتهمتم حبيبى الكبد الذى يحتضننى، أنه وراء قصص حبكم الفاشلة، وقال قيس بن الملوح: ولى كبد مقروحة من يبيعنى بها كبدًا ليست بذات قروح، وكأن قروح الهوى نحن المسؤولين عنها! ليس لدىَّ من رأى إلا ما قاله القرآن الكريم عن أمانتكم فى سورة الأحزاب الآية 72:

«إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا».

يأتينى من الكبد كل يوم خمسمائة سنتيمتر مكعب أى نصف لتر، أخترن هذا العصير المرارى وأجعله أكثر تركيزًا فيكون حجمه 50 سنتيمترًا مكعبًا، وذلك عن طريق امتصاص الماء، وعندما تمر الدهون على الاثنى عشر وهى الأمعاء التى تلى المعدة مباشرة، يخرج منها هرمون C.C.K يأمرنى بالانقباض مع فتح صمام ODDI فى الاثنى عشر حتى أختلط بالدهون وأجعلها سهلة الامتصاص وإلا ذهبت مع الفضلات. أنا حوصلة مكونة للحصوات لأسباب كثيرة منها السمنة، ارتفاع الكوليسترول، تكسير كرات الدم الحمراء، وحصواتى تكثر فى مجموعة من الناس تشتهر بخمسة F: Female – Fatty – Fertile – Forty Or Fifty.

أى سيدة.. سمينة.. خصبة «عندها أولاد»، عمرها أربعون أو خمسون. الشىء العجيب أن الحصوة الكبيرة لا خوف منها، أما الصغيرة فكل المشاكل منها إذا سدت القناة المرارية، يرجع العصير المرارى للدم، فيصبح بياض عيونكم أصفر، ولون بولكم لون العرقسوس، ولون فضلاتكم بيج أو لون الكريم!.

وقد يكون سبب الانسداد أورامًا حميدة أو خبيثة عند صمام ODDI، وهذه الأورام قد تكون من رأس البنكرياس أو القناة المرارية نفسها، هنا دور السونار، المقطعية، والسونار من داخل الاثنى عشر، وأخيرًا E.R.C.P وهى الحروف الأولى من كلمات خاصة بالأشعة والصبغة.

أصبحتم تتخلصون منى إذا امتلأت بالحصوات، أو أصابنى التهاب أو سرطان، وذلك بثلاثة مناظير ويخرج المريض فى نفس اليوم، عليكم بالتنبيه على مثل هذا المريض، الابتعاد عن الدهون، مع الإكثار من الفواكه الطازجة والماء بعد العملية.

قص علىَّ كاتب هذه السطور، أنهم فى إنجلترا استأصلونى من هارولد ماكميلان، رئيس الوزراء السابق، ولكنهم جرحوا القناة المرارية، فأصيب الرجل بناسور مرارى من البطن، فذهبوا به لأمريكا، وذلك لمهارتهم فى جراحة القنوات المرارية!.

كما أذكر أن كاتب هذه السطور استأصلنى جراحيًّا من سيدة طولها يساوى عرضها، وكان عدد الحصوات الصغيرة فى حوصلتى مائتين!

إن عصيرى المرارى بما فيه من أملاح الصفراء هو سبب حلاوة هضمكم، ويوم أن أقصر فى إمدادكم بهذه الأملاح، تضطرب حياتكم وتشترون أملاحى بآلاف الجنيهات! العيب فيكم وفى عيشتكم أما أنا.. فيا روحى علىَّ كما تقول السيدة أم كلثوم!.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى