أ ش أ |
رأى المعلق البريطاني ديفيد جاردنر أنه “بينما يُلهي تنظيم داعش الولايات المتحدة، فإن الأسد ينشط في تدمير معارضيه”.واستهل جاردنر مقالا بالـفاينانشيال تايمز “مع تعلّق محادثات السلام حول سوريا في جنيف، بات انهيار الهدنة ذات الشهرين شبه كامل؛ بعد هجوم بشار الأسد الجديد المدمر على مدينة حلب والذي بلغ مداه بتدمير مستشفى أطفال تدعمه مؤسستا أطباء بلا حدود والصليب الأحمر قاتلاً ما لا يقل عن 27 من المرضى والعاملين.”وقال جاردنر إن “الغارة الجوية التي شنها النظام المدعوم من روسيا وإيران، هي جزء من نسق هجمات على مستشفيات ومدارس وأسواق ومخابز، والتي استمرت على مدار الهدنة الهشة والجزئية، وقد اتصفت (الهجمات) بالتواتر والمنهجية على نحو يُبعدها عن صفة المصادفة.”وأضاف جاردنر “منذ أحضرت روسيا سلاجها الجوي إلى شمال غربي سوريا في سبتمبر، كانت الأهداف المفضلة للنظام متمثلة في مقاتلي المعارضة غير الدواعش والبنية التحتية، وتحديدا في حلب وما حولها وشرق دمشق.”وتابع جاردنر “منذ أعلن الرئيس فلاديمير بوتين الشهر المنصرم انسحابا جزئيا لسلاح جو روسيا، عمدت موسكو إلى ضخ أسلحة لدعم الرئيس الأسد، تضمنت أسلحة مدفعية.”ومضى الكاتب “بينما أصر بوتين دائما على أنّ تدخل روسيا هو لتهيئة المناخ في سوريا لانتقال بعيد عن الصراع، فإن البراهين تشير إلى أن الغرض إنما هو ضمان أن يأتي أي تغيير وفقا للشروط التي يُمليها النظام، فيما تأتي مكافحة موسكو لتنظيم داعش في المرتبة الثانية بعد ذلك.”ورأى جاردنر أن ثمة “مفارقة في قلب سياسة الغرب المتشابكة الخيوط وهي أنه بينما الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يضعون على رأس اهتماماتهم الآن مكافحة داعش (حركة جهادية ساعدت سياسات الأسد في خلقها) قبل سقوط نظام الأسد، فإن الرئيس السوري المدعوم روسيا ينشط الآن في تدمير قوات المعارضة المدعومة من الغرب وغيرهم، وبالكاد يتعرض للدواعش.”واستطرد جاردنر “إن تضييق الحصار على حلب، علاوة على ذلك، يبدو مستهدِفا قطع خطوط إمداد المعارضة مع تركيا كما يطلق موجة جديدة من المهاجرين السوريين صوب الشمال؛ بما يقدم للمستر بوتين هدية محتملة متمثلة في مزيد من الذعر المنتاب أوروبا من موجات المهاجرين المتدفقة إلى الاتحاد الأوروبي.”واختتم صاحب المقال على لسان فابريس بالونش، باحث معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى “تحركات النظام الحديثة تأتي متسقة مع الأطر الأوسع لسياسته في مكافحة التمرد، والتي تتضمن قطع خطوط الإمداد من دول الجوار وفصل المتمردين عن المدنيين عبر إرغام هؤلاء (المدنيين) على الفرار … كل ذلك يتم ببساطة ووحشية واستمرارية. |