أهم الاخبارالأدب و الأدباءالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"

ديفيد الروماني يحاور الكاتبه فاطمه ماضي

احجز مساحتك الاعلانية


في حواري مع فاطمه ماضي مولفه وكاتبه للعديد من روايات شهيره واخرها الغائمه التي حكت عن اوضاع النساء في الشرق الاوسط كان هذا حواري معها في مواضيع جريئه ومهمه لقضايا المجتمع وكانت هذه اسئلتي لها .
1-أتساءل بخصوص روايتك الأخيرة (غائمة) التى تكلمت فيها عن وضع الأنثى في الشرق الأوسط، متى ستتم المساواة بين الرجل والمرأة في مجتمعاتنا العربية في ظل تشريعات أخلاقية ودينية؟
لنرد المسألة إلى أصلها..، ليست المشكلة فقط في إهانة المرأة والتضييق عليها والتقليل من شأنها فالقضية الأعم هي الإنسانية، فالمرأة والطفل والرجل والأقليات وغيرهم لهم حقوق متساوية، والمبدأ الإنساني يدعم تقدير حقوقهم والقانون أيضاً، والمشكلة الحقيقية تكمن فئ عدم احترام كل ما هو إنساني، فالطفل المبدع هو منتج فكرى جيد لوطنه والمرأة عماد المجتمع والرجل ساعده، وفى ثقافتنا وأفكارنا المتوارثة إهمال شديد لإنسانيتنا وبتطبيقها فئ العمل والعلاقات الاجتماعية ستنصح صور كثيرة مشوهة، فالرجل إنسان والمرأة إنسان ومن يخالف أفكارك ودينك ومعتقدك إنسان وذوى الاحتياجات الخاصة بشر، وبالتساوي في الحقوق والواجبات بيننا جميعاً بلا عنصرية -وتلك الدائرة لأشمل- ستتم حتماً المساواة بين الرجل والمرأة في الدائرة الأصغر.
2-أظنك سمعت فئ الفترة الأخيرة عن رواية الكاتب أحمد ناجى وأزمته وسجنه، هل أصبح الكاتب العربي يعيش في سجون منع الإبداع والكلمة والنشر؟ وهل الحل دائماً هو قصف قلم أي كاتب يخالف الفكر التقليدي للمجتمع؟
الحروب الفكرية أشد ضراوة من الحروب العسكرية لأن الكلمة لها تأثيرها الأشد والأعنف من أي سلاح ويمكنها تغيير مسارات التاريخ، والفكرة لابد أن تُحارَب بالفكرة والرد عليها يجب أن يكون موضوعياً وعلمياً وفكرياً لا بالشتائم أو الإهانة أو تلويث السمعة أو الحبس أو التهديد بالقتل، فتلك أسلحة المتعصب الأعمى والتي لا يملك غيرها، فإذا كان الكتاب الذي قرأته يحتوى على ما ترفضه أو تعترض عليه يمكنك بكل تحضر تفنيده والتحدث في كل نقطة والرد عليها بلا إهانة لشخص الكاتب وبلا قصف لقلمه أو منعه فهذه أساليب الرعاع لا المثقفين. ويمكنك ملاحظة أن كل فكرة مبدعة أتت من خارج السرب والمألوف والمعتاد، ولابد من إتاحة الفرصة لكل الأصوات لا الصوت الواحد، أما إذا كان منع كتاب أو قصف قلم يتم تحت مبرر أنه كاتب فاسد أو حمايةً للعقول من أفكاره فهذه وصاية سخيفة على الفكر يرفضها كل حر، فالقارئ هو الوحيد الذي يحق له اختيار أفكاره من أي كتب يشاء مادامت غير محرضة لعنصرية أو عنف أو فاضحة لشخصٍ ما، وإذا كان فكرك قوياً أيها القاصف فلِمَ لا تنازلنا بفكرك بدلاً من اتخاذ أساليب همجية للرد، وكلمة قاطعة سأقولها فئ هذه النقطة…. لا أقلام تموت ولا فكرة تضيع، بل ستعود أقوى وأشد أمام الظلام الفكري.
3-بخصوص الأوضاع المصرية الحالية هل نهاية المشهد في الأوضاع الاقتصادية الطاحنة من الجوع والفقر نتيجته ستكون ثورة جياع قادمة؟
صراحةً هذا سؤال صعب ومؤلم فئ ذات الوقت، فالأوضاع تضيق أكثر وأكثر على الفقير حتى أصبحت الحياة جحيماً يتجرع فيه ذنب أنه قرر العيش كأي إنسان له حقوق!، ومؤخراً تمت غربلة وإعادة ترتيب طبقات المجتمع من جديد، فالفقير ازداد فقراً وذلاً واتسعت الفجوة بينه وبين الغنى، ولا أجزم بشيء في ظل الظروف الإنسانية تلك، كل ما أستطيع قوله أن الضغط يولد الانفجار وأن صبر الناس لفترة من الزمن لن يطول، والحل ليس اقتصادياً فقط فالاقتصاد مرتبط بالاجتماع والثقافة السائدة، وكما أن الفكرة قادرة على تغيير الحاضر والمستقبل فتطبيقها هو الأهم، ومصر بها وفرة من الخبراء فئ كل مجال لابد أن نهرع إليهم ونطبق مقترحاتهم وأفكارهم قبل الغليان وحتى نسترجعهم بعدما تركونا وسافروا لأي بلد آخر.
4-ما رأيك في ختان الإناث الذي اختلف عليه المجتمع بين مؤيدين اعتبروه من الدين وبين معارضين طبياً عليه؟
مسألة الختان من الناحية الطبية يمكننا الرجوع فيها إلى أهل التخصص من الأطباء، ولكن سأرد من وجهة نظري كإنسان عادى ومن الناحية الاجتماعية والإنسانية، الختان قطع لجزء من الجسم بلا إرادة صاحبه وتعدى على حرمته وتشويه لجسده، فأي تعدى على هذا الجسد يعتبر نزع لحقوقه الآدمية، ولا أرى فيه زيادة عفة فالعفة لا يمكن حصرها بين الأفخاذ، إنما هي صفة لابد أن يتصف بها الإنسان ككل وليس جزءاً من جسده، فالسارق غير عفيف والخائن غير عفيف والظالم غير عفيف، ولا أعتقد أن من حقنا التحكم في أجساد أطفالنا تحت أي مبرر أو فكر متأصل.
5-هل ستصدر لكِي رواية فئ معرض القاهرة الدولي للكتاب 2017؟ ومن أين تستمدي شخصيات رواياتك هل من الواقع ومواقف شخصية؟
قلمي مستمر فئ الكتابة وإن توقفت لفترة عن النشر، وللأسف لن أستقبل سنة 2017 بإصدار كتاب جديد ولكنى انتهيت من تأليف رواية منذ سنة وأعكف على أخرى منذ زمن، وأسبوعياً أكتب مقالات وأفكار أنشر بعضها على مواقع الكترونية، وأتمنى أن أنشر إحدى رواياتي المنتهية عن قريب. أما الكتابة فهي نتيجة ملاحظة وقراءة للواقع ومواقف عامة وشخصية ومطالعة للكتب وبمزج كل ذلك فئ أسلوب أدبي يمكنك تأليف عمل تناقش من خلاله رؤيتك لهذا الواقع والزوايا الخافية فيه، وهذا يتوقف على أسلوب الكاتب وثقافته وأفكاره وتحليله للأمور وبصمته الإبداعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى