بقلم الكاتب .محمد فخري جلبي
تنمو دول العالم الغربي ( الجزء المثالي بكوكبنا ) بوتيرة متسارعة وفق سرعات عالية منقطعة النظير والتخيل ، وتشق تلك الدول طرق التنمية الوعرة بأستخدام ” بلدوزرات ” الأرادة الملحة والوعي الإيجابي بشكل متصاعد ومستمر وبلا توقف . بينما تشهد دول العالم العربي ( الجزء المظلم من كوكبنا ) اوضاعاً سياسية وإقتصادية وإجتماعية وامنية مأساوية أفضت إلى تدهور الأوضاع برمتها في معظم الأقطار العربية في ظل وجود سيناريو غربي معد بعناية للوطن العربي يسعى لتحويل الشعوب العربية من ركائز للتقدم إلى عوائق نحو التقدم !! فهناك مخطط استراتيجي غربي لابقاء معظم الدول العربية مدانة هشة ، ضعيفة مترهلة ، دموية مميتة ، لا تقوى على التقدم والرقي ولاتخطو في مجالاته ولو بخطوات معدودة ؟؟ فدول العالم العربي تصارع حاضرها من أجل البقاء لا من أجل الارتقاء ، ومن أجل الرغيف لا من أجل غزو الفضاء ، ولأجل الرضوخ لا من أجل التحدي والتكاتف والصمود بوجه أعداء هذه الأمة !! فالوطن العربي قُدر لهُ أن يظل يعيد أعمار ما أفسدته الأوضاع المتأزمة التي تحاصر كيانه من الحدود إلى الحدود ، وقدر له الغرق في صحراء تتوسل قطرة ماء ، وكتب عليه الأنصياع لرغبات دول العالم المتحضر . فالغرق عربيا أصبح قدر لامهرب منه ، ومن بأمكانه تحريف عربة القدر عن مسارها ؟؟ تتوالى هزائمنا على كل صعيد ، وتنجب انكساراتنا الكبرى أنكسارات أكبر تعاكس مبدأ الولادة ، وتتصدر أخبار قتلانا شاشات العالم الغربي بشكل مقزز يجعل المشاهد يتأفف من وجود تلك البقعة الدموية على سطح الأرض ، متناسيا ( المشاهد ) كميات شحنات الأسلحة الضخمة التي تسد أفواه شؤاطئنا قادمة من الدول الغربية التي تنشد إيقاف شلالات الدم في عالمنا العربي ؟؟ كمن يلقي بشخص في فوهة بركان نشط ويدعو له بالنجاة !! وهنا وبضمير مرتاح يمكننا صياغة سؤال مصيري ، لماذا يكرهنا سكان العالم الغربي ؟؟ وبرأيي الشخصي ، يمكننا تفسير حالة العداء الغربي للعالم الأسلامي بالقول بأن (اللوبي الصهيوني واليهودية العالمية ) واللتان يشكلان نواة مشتركة للماسونية العالمية هي التي تحرض الغرب ضدنا ، كما أنني لست من رواد فكرة بأن الغرب لايزال صليبيا ويحاول تحطيم العالم الأسلامي ؟؟ فالحكومات والشعوب الغربية لاتدين بالولاء لهيكلية الدين المسيحي على الأطلاق ، تزامنا مع تغلغل الماسونية العالمية في كافة مفاصل القرار في تلك الدول . ومايثير الدهشة والغضب والريبة مجتمعين ، هو زعم أغلب الأكادبميين والمحللين والكتاب العرب بزوال حقبة الماسونية العالمية التي تسيطر على حكومات عديدة في العالم من بينها الولايات المتحدة . وبزوال الماسونية العالمية وفق المنظور العربي ، نشر “المحفل الماسوني” في بريطانيا قبل عدة أيام إعلانا على صفحة كاملة في عدة صحف قومية طالب فيه بإنهاء ما وصفه بـ”التمييز” ضد أعضائه !! وتناولت وسائل الأعلام مؤخرا ما وصفته بالنفوذ الماسوني بين أفراد الشرطة وأعضاء البرلمان في بريطانيا . وأهداف الماسونية بأختصار كما يلي : إحداث انقلابات مستمرة وإحلال سلطة مكان أخرى ونشر الفوضى وإشغال المجتمعات وعدم استقرارها . وتعد الصهيونية وليدة الماسونية وقرينة لها إلا أن الصهيونية يهودية في شكلها وأسلوبها ومضمونها وأشخاصها ، فالصهيوينة هي الجهاز التنفيذي الرسمي لليهودية العالمية ، والماسونية يهودية مبطنة بأساليب وشعارات إنسانية وقد تشمل غير اليهودي بل من العرب أيضا !! ومما سبق ، يمكننا تلخيص المشهد العربي المظلم ، المليء بالنكبات ، المكتظ بالتوترات ، الملغم بالنزاعات المؤجلة ، بأنه مشهد ذو أبجدية ماسونية يتم تنفيذه بعناية شديدة ضمن الخارطة العربية . واليوم وإكمالا لسيناريو الدمار الطولي والعرضي في العالم العربي ، تشتعل جبهة النظام السوري مع قوات الأحتلال ، مما من شأنه أن يحرف أنظار العالم عن جرائم هذا النظام الدموي بحق الشعب السوري والذي يعاني مؤخرا ( النظام السوري ) من ملاحقة دولية شرسة تسعى لمحاسبته جراء أستخدامه الأسلحة الكيمائية في الغوطة الشرقية ومدينة ادلب مؤخرا . مما بدفعنا مرغمين للتفكير بالسؤال التالي .. هل جاء رد منظومة الدفاع الجوية السورية بوجه الطائرات الأسرائيلية بشكل متعمد ، وهل تم التنسيق بين أطراف الأزمة الحالية من أجل منح فرصة ذهبية للنظام السوري للهروب من دائرة الأتهام حول أستخدام الأسلحة الكيمائية مؤخرا ؟؟؟ مجرد تسأول !! ومايدعم حجة هذا السؤال العفوي ، هو اختراق المقاتلات الإسرائيلية وعلى مدى سنوات طويلة للأجواء السورية وبلا رد من قبل النظام السوري ، وكانت الطائرات تذهب لتعربد هنا وهناك دون خوف من تحذير سابق أو رد لاحق. لكن الحال تغير هذه المرة ، فقد ذهبت الطائرة مهاجِمة كالعادة لكنها عادت حطاما ، فما هي الدوافع الأن ؟؟ وإلى ذلك ، قال التلفزيون السوري إن غارات إسرائيلية جديدة استهدفت مواقع بريف دمشق عقب إسقاط مضادات سورية مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16 اليوم السبت ، جراء هجوم إسرائيل على مواقع “إيرانية” بسوريا ، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اجتماع طارئ لوزارة الدفاع . وجاء ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن إسقاط طائرة استطلاع إيرانية مسيّرة قدمت من سوريا واقتحمت الأجواء الإسرائيلية فوق منطقة بيسان ، وقال إن الغارة الإسرائيلية تأتي رداً على ذلك . في حين ، نفت غرفة عمليات حلفاء سوريا التي تضم قياديين من إيران و حزب الله اللبناني وتتولى تنسيق العمليات القتالية في سوريا إرسال أي طائرة مسيرة فوق الأجواء الإسرائيلية فجر اليوم السبت ، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها “افتراء” . وأخيرا وضمن سياق الحدث الأبرز بالأزمة السورية ، فقد تم أغلاق هذا الملف بعد أن أدى وظيفته ، ولاسيما عقب تصدر أحداث هذا الشأن أروقة السياسة العالمية وشغل رواده بعيدا عن الموجة الهستيرية المشتعلة قبل عدة أيام ومفادها ضرورة معاقبة الأسد بسبب أستخدام الأسلحة الكيمائية مؤخرا . وبمعنى أدق ، فمن يقف خلف الأزمة السورية والأزمات بشكل عام في العالم العربي أراد أن يوقف دعاة محاسبة الأسد بالذريعة الكيمائية من خلال أشعال أزمة جديدة تشغل الرأي العالمي !! عزيزي القارىء ، ينبغي مغادرة دوائر الأتهامات العربية العربية المزيفة ، وماتلوكه ألسنة الخصوم العرب ضد بعضهم ، وبأن أساس الأنتهاكات والخروقات والصراعات التي تمارس علنا بحق الشعوب العربية وتثقل كاهلها هي بسيب تعطش الشعوب العربية للاقتتال ؟؟ فأن وراء الأكمة ماوراءها ، ومن يعبث بمصائر الدول العربية ويعمل على كي الوعي الجماعي ، متواجد خارج حدود الوطن الغارق بالدماء . ومن ينسف فكرة وجود الحركة الماسونية العالمية وفق تقييم لاواقغي للاوضاع ، ماهو إلا شريك بالجريمة !! وﻋﻠﻰ ﻏﻼﻑ ﻣﺠﻠﺔ غربية 1953ﻡ ، قام ﺳﻮﺑﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ بقتل ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ وببرودة أعصاب . وهي ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ” ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﻘﻮﻟﺔ بأن المسلمين هم من ﺷﻮﻫﻮﺍ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟؟ ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻼ !!