لسنوات طويلة ظلت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية تتأرجح بين لاعبين دوليين مختلفين، دون أن تتمخض عن نتائج حقيقية يمكنها إرساء سلام حقيقى والتأسيس لإقامة دولة فلسطينية، فتارة تعلن الولايات المتحدة أنها تحمل على عاتقها مسئولية إقامة الدولة الفلسطينية واستئناف عملية السلام، وأخرى تخرج فرنسا لتقدم مبادرة جديدة لحلحلة جمود المفاوضات وإعادة طرفى النزاع إلى طاولة التفاوض، وقبلهما قُدمت مبادرات لا حصر لها، بداية من سويسرا وإسبانيا، وحتى مبادرة المملكة العربية السعودية التى قدمها الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين كان ولياً للعهد، وسُميت بـ«مبادرة السلام العربية». طوال تلك السنوات كانت المماطلة الإسرائيلية هى سيد الموقف، فكلما اقتربت آفاق الحلول، خرج وزير إسرائيلى متطرف يفرض شروطاً جديدة تنسف مسار المفاوضات بأكمله، اليوم، وبعد مرور ما يزيد على 35 عاماً على انطلاق المبادرة الأولى بعد إعلان «أوسلو» عام 1991، يقف العالم أمام بادرة أمل جديدة قد تكون هى البداية لحل نزاع أنهك الشرق الأوسط فى وقت باتت فيه التحديات كثيرة ولا يمكن اللحاق بها، فى ظل حالة التشتت التى تعيشها المنطقة، المبادرة التى طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى لاقت ترحيباً فلسطينياً واسعاً، وأعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ترحيبه بها أيضاً، رغم خطوته التالية بتعيينه السياسى اليمينى المتطرف أفيجدور ليبرمان وزيراً للدفاع، وهو ما اعتبره البعض إشارة إلى نية «نتنياهو» المماطلة رغم ترحيبه المبدئى بتصريحات «السيسى».