الاسلاميات

داعية اسلامية تدعى انها داعية وتقول لا حياء في الدين فهل هذه المقولة صحيحة؟

داعية اسلامية تدعى انها داعية وتقول لا حياء في الدين فهل هذه المقولة صحيحة؟

جريدة العالم الحر 
ناصر محمد ميسر 

جمعتني الصدفة بثلة من الأصدقاء يتجادلون حول صحة مقولة : لا حياء في الدين  : واعتبروا أن هذه العبارة خاطئة لا يجوز إطلاقها، ودافع البعض الآخر أنه قد ثبت أن الحياء من الدين، وآثر بعض الحضور أن لا نصدر حكما بالخطأ أو الصواب قبل أن نحيط بالموضوع من جميع جوانبه، وهذه العبارة إن كان المقصود منها لا حياء في السؤال عن الدين، فهذا وفق المطلعين لا اختلاف فيمن يطلقونها أنهم يريدون بها هذا المقصد، وليس ما يقصد به البعض أن الدين ليس فيه حياء، أي أنه متجرد وخالٍ من الحياء، ولو حملنا على هذا المقصد، لكان الأمر أخطر من كونه خطأ، بل ربما وصل إلى الكفر أو الفسوق والعياذ بالله. الجدلية في مثل هذه المواضيع يحسمها في الغالب المشايخ والعلماء الأفاضل في مداخلاتهم، لكن لا ضير أن تطرح مثل هذه الموضوعات الساخنة على بساط النقاش والاستدلال بتلك الآراء السديدة، فحين يردد كثير من الناس مقولة  : لا حياء في الدين :  فهم يبررون ذلك لأنفسهم ويتحدثون في أمور خارجة وبألفاظ خارجة أيضاً فى بعض الأحيان، وتعليقاً على ذلك نستند إلى خلاصة الفكر النير من علماء المسلمين حين يقول أحدهم  :  إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة، وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان وشعار الإسلام، فالحياء دليل على الخير، وهو المخبر عن السلامة، والمجير من الذم، فكيف يخلو الدين الإسلامي من الحياء، ونقول لا حياء في الدين، هذه المقولة خاطئة، فالدين كله حياء، والحياء شعبة من الإيمان :  لا حياء في الدين، يعني لا حياء يمنع السؤال والتعلم والتفقه في الدين، الحياء لا يمنع، أما إن كان المراد لا حياء في الدين بالكلية، فهذا مرفوض رسولنا الكريم قال //الحياء من الإيمان// وقال عليه الصلاة والسلام  : إذا لم تستح فاصنع ما شئت :  فإذا كان المراد لا حياء في الدين، يعني لا حياء يمنع من التعلم والسؤال، فهذا صحيح، الحياء لا يمنع من سؤالك عن دينك والتفقه في الدين، فالحياء حياءان: حياء يمنع من التفقه في الدين هذا ممنوع ليس بحياء، والحياء الثاني يمنعك من سيء الأخلاق من المعاصي هذا حياء مطلوب، الحياء خلق عظيم كريم يمنع من أعمال الشر ويحمل على الأفعال الطيبة. ويشتاط علماؤنا غيظا من ترديد هذه المقولة؛ لأن الإسلام دين الحياء والأدب، بل عد رسول الله الحياء من الإيمان وهدد من لا أدب له ولا حياء وهو صلى الله عليه وسلم أشد حياء وصحابته، وامتلأ القرآن من ذكر الحياء داعياً إليه ومثنياً على أهله وواصفاً عباد الله الفائزين عنده بهذا الخلق النبيل. من يقول “لا حياء في الدين” فكلامه باطل ومردود عليه، بل تجرأ البعض فقال: لا حياء في العلم وأخذ يشرِّق ويغرِّب في القول والنشر والبحث دون مراعاة للأدب معتمداً على قول باطل، وما بني على باطل فهو باطل، إن الجرأة في هذه الأمور خطيرة وبلوى فإنها تجرئ المراهقين وتطلعهم علانية وجهاراً على ما يجب ستره والأدب عنده. وليحذر المسلم من قول /لا حياء في الدّين/ لأن الحياء زينة الإنسان رجلاً كان أو امرأة، وهو خلق النبيين والمرسلين والصالحين والصحابة والأئمة والفائزين والناجين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى