كتب لفتة عبد النبي الخزرجي الحماقة التي ارتكبها اردوغان في اسقاط الطائرة الرسية ، ستجني الكثير من وجع الرأس لتركيا ، ربما كان هذا غائبا عن تفكير الرئيس الذي ما زال يمتلك العقلبية العثمانية ، فقد اتخذت روسيا مجموعة اجراءات ضد الاقتصاد التركي سيكون لها تأثير واضح جدا في قابل الايام . اما عن تنظيمات داعش الارهابية فقد باتت الهزيمة النهائية ، المخرج الاكثر وضوحا في ظل الصراع بين روسيا من جهة وبين تركيا من الجهة الاخرى ..فقد خلفت الضربات التي تقوم بها الطائرات الروسية في سوريا ، نتائج مهمة جدا اضعفت التنظيم الارهابي ماديا وعسكريا ومعنويا ، وتركته يترنح وهو يلفظ انفاسه الاخيرة ، اما تركيا التي كانت تروج للتنظيم الارهابي وتسهل مرور المتشددين عبر اراضيها ليلتحقوا بداعش ، وتشتري منه النفط المهرب من حقول العراق وسوريا ، فقد باتت تشعر ان اوراقها قد تعرضت للإنكشاف وظهر المستور ، وهو ما دفع اردوغان ليرتكب تلك الحماقة ويسقط الطائرة الروسية.
ويقول بوتين ان دول الخليج ، “البعض منها ” قد وعدوه بمبلغ يزيد على 400 مليار دولار على ان يقلع عن ضرب داعش في سوريا ، الا انه اجابهم “كما تنقل ذلك وسائل اعلام مختلفة ” ان واجبه الانساني ومسؤوليته تجاه شعوب العالم تدعوه للتضحية في سبيل الامن والسلام .كما ان بوتين وجه انذارا شديد اللهجة الى السعودية وقطر لرعايتهما للارهاب ، وتوعدهما برد موجع .
نعتقد ان تركيا ستخسر الكثير في الاقتصاد والمصداقية ، وخاصة ان هناك صراع داخلي في تركيا بسبب موقف اردوغان الذي يتسم بالعنجهية وعدم العقلانية . وان الايام القريبة القادمة ستكشف المزيد من الارتباك والفوضى في سياسة اردوغان العثمانية التي تجاوزها الزمن منذ عقود .
التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية ، هو الآخر بات محرجا امام شعوب العالم ، وعليه ان يتخذ مواقف اكثر تشددا تجاه تنظيمات داعش الارهابية ، وخاصة ان روسيا وخلال فترة قليلة ، اسهمت في اضعاف قدرات داعش المادية والقتالية ، وان مجلس الامن الدولي قد كرس المواقف الواضحة لمحاربة فكر داعش وتمويله ومواجهته على الارض مباشرة . وان دخول فرنسا بقوة الى ساحة المواجهة المباشرة في حرب داعش ، والتوافق الحاصل بينها وبين روسيا ، سيصب في خانة العراق ، الذي ينهض بواجبه الوطني في محاربة داعش ، وقد استطاع العراق ان يقلص المساحة التي تحتلها عصابات داعش بشكل كبير جدا .