كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل
اليوم ، الخميس 31/3/2016 .. يوم يختلف عن الايام الاخرى .. انه يوم سيسجله التاريخ .. اليوم تنتهي المهلة التي منحتها الكتل البرلمانية لرئيس الوزراء حيدر العبادي ، لتقديم كابينته الوزارية ، وحسب مطالب الجماهير الشعبية المحتشدة في خيام الاعتصامات امام البوابة الرئيسية للمنطقة الخضراء المحصنة ، الا ان ما تشهده الساحة السياسية ، وفي الاروقة المخفية تشير الى ان الامور تسير بطريق معاكس للمطالب الشعبية بالتغيير الحقيقي والشامل ، ونحن امام استحقاق وطني وشعبي ودستوري وحضاري ، ولا مناص من التغيير .. نحن امام انتفاضة شعبية لا يمكن تغافلها ابدا ، ولا يمكن الاستهانة بما تمتلكه من تداعيات خطيرة في حال تجاهل مطاليبها ، ان المطالب الشعبية استحقاق قانوني لان الشعب هو مصدر السلطات حسب الدستور ، وهذا عامل اساسي وجوهري في ضرورة ان يكون الاصلاح شاملا عابرا للمحاصصة المقيتة متجاوزا سياسة الكتل البرلمانية التي ارهقت البلاد بالفساد وهدر المال العام وتقاسم المغانم وتوزيع الحصص .
ان هذا اليوم سيكون يوما حاسما في تاريخ العراق الحديث ، العالم يقف منتظرا ما تسفر عنه الساعات اللاحقة ، والشعب ينتظر بفارغ الصبر ما تنطق به ساحة البرلمان ، وما سيقدم العبادي من وزراء لحكومته المنتظرة التي ستكون اما بداية جديدة او نهاية لبداية جديدة .. اليوم الخميس ، يوم الحسم .. وهو يوم ليس ككل الايام ، انه يوم حاسم ، والشعب ينتظر نتائج التصويت على حكومة التكنوقراط التي سيقدمها السيد العبادي خلال الساعات القادمة . الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والامني ، لا يحتمل المناورات والمساومات والمماطلة والتسريف ، المعتصمون امام بوابات المنطقة الخضراء ، يقفون على اعتاب الخضراء ، يرفعون رايات العراق .. رايات الله اكبر ، وهم متمسكون بسلمية التظاهرات والاعتصام ، كما انهم متمسكون بالتغيير والاصلاح الحكومي الشامل .
الشعب يتطلع لحكومة وطنية مدنية تقدم للشعب الخدمات الاساسية وتسير بالبلاد نحو شاطيء السلام ومحاربة الفساد والابتعاد عن مرض الطائفية التي خدشت الضنير الوطني للعراقيين جميعا ، وخلقت المحاور والانتهاكات لحقوق الانسان ، وابعدت العراقيين عن هويتهم الوطنية وخلقت الهويات الفرعية التي ساهمت بشرذمة المجتمع العراقي وابعدته عن لحمته الوطنية . انه يوم الخميس .. يوم الحسم .