منذ يوم الأربعاء، 24 أبريل تصدر تصريحات متناقضة من قبل كبار قادة النظام! من جانب يظهر خامنئي كأنه لا يعتني بتشديد العقوبات ويقول: «40 عامًا هذه الظروف مستمرة ونحن لا نخاف العقوبات وهذه الكمية من النفط التي نبيعها تكفي لنا»!
ولكن في الوقت نفسه أبدى روحاني خوفه من الانتفاضة (التي يسميها «اضطرابات الشوارع») وتحدث عن المفاوضات مع الولايات المتحدة كما في الوقت نفسه تحدث ظريف عن ذلك أثناء وجوده في نيويورك.
الآن، السؤال هو، إلى أين يتجه النظام وما هذه التذبذبات والمواقف المتناقضة؟
روحاني وظريف، يقترحان علناً إجراء مفاوضات والصفقة مع الولايات المتحدة، بينما قال خامنئي بوضوح شديد في شهر يوليو الماضي لا تنشب حرب ولا نتفاوض! وفي خطاب ألقاه أمس، أعرب عن ثقته في أن الولايات المتحدة لا تستطيع إيقاف صادرات النفط، وسنبيع النفط كما نريد، ولن نفوت غزو العدو وسنرد عليه.
ما هو أصل هذه الكلمات المعاكسة والمتناقضة وما هو الهدف؟ ما الذي يكمن وراء المواقف المتناقضة للملالي؟
السؤال الأول الذي يمكن أخذه في الاعتبار هو: ألا تعني هذه التناقضات، ولا سيما تزامن الخطابات، أن وراء هذا الموقف المتناقض ، يحاول النظام المضي قدماً بخط واحد ومحدد؟ هناك توزيع في الأدوار، على سبيل المثال، هناك مناورة على التناقضات الداخلية للولايات المتحدة؟
على الرغم من أن هذا سؤال منطقي، إلا أنه ينبغي التذكير بأن النظام، غارق في مستنقع العديد من الأزمات، وليس في وضع يمكّنه من العمل على التناقضات الداخلية للحكومة الأمريكية الحاكمة!
لهذا السبب، يجب أن يتم كل تحليل للنظام في أعقاب الضربات القاصمة التي تلقاها النظام خلال الأسبوعين الماضيين: –
ضربة إدراج قوات الحرس على لائحة الإرهاب
• ضربة نهاية الإعفاءات الممنوحة لشراء النفط الإيراني لـ8 دول، هاتان الضربتان هما ضربات طيّرت رأس قوات الحرس وجعلته ينعزل والإصابة بخيبة الأمل!
• الآن، بقدر ما يمكننا اعتبار هذه الإقالة مناورة أو مسرحية، يمكننا أن نرى هذه المواقف المتناقضة لعبة سياسية!
نظرة إلى انموذج آخر على الرغم من أن وسائل الإعلام الحكومية تستشهد بتصريحات ظريف باعتبارها مناورة إعلامية في قلب الولايات المتحدة، إلا أنها ليست سوى تبجحات.
كما أن تبجحات خامنئي، بأننا نبيع النفط بقدر ما نريد، هي سخيفة وجوفاء لايأخذها أحد بمحمل الجد.
هذه المواقف ناتجة عن التأثيرات الضخمة التي تلقاها النظام وتحدثنا عنها وهي تصدر من أجل الاستهلاك المحلي في الأساس.
يمكن رؤية جوانب من هذا الرعب والارتباك في تصريحات عناصر النظام ووسائل الإعلام التابعة له خلال هذه الأيام.
على سبيل المثال، قال الحرسي قاسم سليماني خلال حفل تنصيب القائد الجديد لقوات الحرس بشكل صريح: «أقول بصفتي عضوًا في قوات الحرس، فإن قوات الحرس تعيش في ظروف حرجة»، ويضيف: «اليوم، بسبب ضغينة الأعداء وحقدهم تجاه الثورة وقوات الحرس، نحن بحاجة إلى مزيد من التآخي والتلاحم».
هذه الكلمات، بالطبع، اعتراف واضح بالأزمة والتناقض والصراع داخل قوات الحرس.
يحذر خبراء زمرة روحاني النظام دومًا أيضًا من أن الوضع خطير وخطير جدًا وأن على الولي الفقيه أن يتخذ قرارا قريبًا.
ماذا يقول السياسيون في النظام؟ على سبيل المثال، كتب حسين موسويان وهو دبلوماسي سابق للنظام: «الظروف الحرجة للعلاقات الامريكية الايرانية تزداد سوءا تدريجيا.
الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها أمريكا لوضع الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية علامة على عداء الحكومة الأمريكية الأكثر جدية للنظام.
نهج معارض سيستمر بلا شك على مدى العامين المقبلين من قبل الرئيس دونالد ترامب.
في ظل مثل هذا النهج، تتطلب المصالح الوطنية الحيوية لإيران من مسؤولي الأمن الوطني فهم وإدراك صحيح للظروف الحالية والمستقبلية واتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب».
وأضاف موسويان:« يجب ألا تكون نتيجة الانتخابات الأمريكية المقبلة عاملاً حاسماً في الوضع الحالي، لأنه
أولاً، زادت شعبية ترامب وليس هناك ما يضمن فوز الديمقراطيين في الانتخابات،
وثانياً: التدمير في العامين الماضيين وقبل نهاية الفترة الأولى من ولاية ترامب، كانت وستكون واسعة لدرجة أنه لن يبقي مفرًا للرئيس المنتخب القادم».
هل تبادل السجناء علامة للتفاوض؟ بطبيعة الحال، كل مفاوضة لديها طرفان.
رفضت الولايات المتحدة الاقتراحات بعد ساعات من نشر تصريحات ظريف، قال مسؤول أمريكي في رد خطي على وسائل الإعلام إنه اطلع على حديث ظريف بشأن «الأمريكيين المسجونين خطأ في إيران».
مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد صرحت مرارًا بـ «الحل الإنساني لإطلاق سراح السجناء الأمريكيين في إيران»، وقال «يمكن لهذا النظام أن يُظهر جديته بالإفراج الفوري عن السجناء الأمريكيين الأبرياء».
الخوف من الحرب أو الخوف من انتفاضة الشعب إن الخوف والرعب الرئيسي للنظام هو من الظروف الداخلية والانتفاضة؛ وقد اعترف به كل من خامنئي وروحاني.
تحدث خامنئي مع عدد من عناصره القمعية في المصانع، وهو اعترف بالفساد على نطاق واسع في الدولة، وكشف عن مخاوفه من تفاقم احتجاجات العمال والكادحين، قائلاً: «من اليوم الأول من الثورة إلى يومنا هذا، اعتمد العدو على كل نقطة في البلاد لإثارة الفوضى»..
قال روحاني أيضًا إن الولايات المتحدة «تسعى جاهدة لتكون فوضى في الشارع الإيراني، على سبيل المثال، هل تعتقدون أنه يمكنكم إثارة الفوضى بهذه الخطوات؟».