أشكركم جزيل الشكر. شكراً جزيلاً لكِ، السيدة رجوي، على كرمك في تنظيم هذا التجمع من أجل إيران حرة، ليس في باريس هذه المرة، بل هنا في بروكسل. وكما تعلمون، عادة ما تمطر السماء في بروكسل، لكن اليوم تشرق الشمس. وهذا إشارة إلى أن التغيير قادم أيضاً في إيران، وأننا في العام القادم سنتمكن من إقامة هذا التجمع في طهران نفسها.
إن هذه المشاركة الضخمة من أبناء الشعب الإيراني في الخارج هي دليل حيّ على وجود بديل ديمقراطي حقيقي لنظام الملالي المجرم والشرير في إيران. نعم، نظام مجرم وشرير، ينفّذ يومياً حكم الإعدام بحق إيرانيَّين اثنين، حتى أصبح صاحب الرقم القياسي العالمي في تنفيذ عقوبة الإعدام والجريمة.
والرسالة التي أود أن أوجهها لكم اليوم، وللمجتمع الدولي، هي أن استمرار نظام الملالي في إيران، وقدرته على مواصلة جرائمه، إنما هو برهان على فشل سياسة المساومة التي اتبعتها الأسرة الدولية، ولا سيما أوروبا. هذه السياسة التي تقوم على محاورة الملالي في كل شيء، بما في ذلك السلاح النووي، لم تؤد إلا إلى تفاقم الأوضاع في إيران والمنطقة والعالم.
أولاً، زادت الأوضاع سوءاً بالنسبة للشعب الإيراني الذي يعاني منذ عقود من هذا النظام. ثانياً، جعلت المنطقة أكثر اضطراباً، لأن الملالي يقفون خلف كل الحوادث التي شهدناها في العام الماضي في الشرق الأوسط: دعم حماس، دعم الحوثيين، دعم حزب الله. ثالثاً، هددت استقرار العالم، إذ يزوّد النظام الإيراني روسيا بالمعدات العسكرية التي تُستخدم ضد المدنيين الأوكرانيين. وأخيراً، لم تُنهِ هذه السياسة خطر إيران النووي، لأن الملالي لا يحترمون أي اتفاقيات تتعلق بالردع النووي.
لذلك، فإن الخلاصة اليوم هي أننا بحاجة إلى استراتيجية جديدة، بديلة عن سياسة المساومة. استراتيجية تقوم على الانخراط الإيجابي مع الشعب الإيراني، مع المعارضة الديمقراطية، ومع المقاومة المنظمة.
هذه الاستراتيجية يجب أن تستند إلى ثلاثة عناصر رئيسية:
- الاعتراف بالحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، فوراً.
- تشديد العقوبات على قادة النظام، من سياسيين وبيروقراطيين وشرطة، وخاصة الحرس الثوري، وكذلك فرض عقوبات على القطاعات التي تشكل العمود الفقري للنظام، مثل البنوك وقطاع النفط.
- البدء بحوار بنيوي مع المعارضة الديمقراطية، على أساس خطة النقاط العشر التي طرحتها السيدة رجوي.
علينا في أوروبا والغرب أن نتوقف عن القول إنه لا يوجد بديل للملالي. إن حضوركم الكثيف اليوم في بروكسل هو الدليل القاطع على العكس. أنتم البديل للملالي في طهران.
فلنبدأ من هنا، من هذا التجمع الجميل في بروكسل. ولنحدد موعدنا القادم العام المقبل في طهران، من أجل إيران حرّة وديمقراطية. شكراً لكم.